الإثنين 06 مايو 2024

تحذيرات بعد عملية احتيال باستخدام الحبر المؤقت في دبي

عملية احتيال باستخدام
عملية احتيال باستخدام الحبر المؤقت

شهدت دبي عملية احتيال تعد جديدة على الأوساط العربية، بعد أن لجأ محتال لتحرير شيك بواسطة الحبر المؤقت، ليلجأ بعد زوال مفعول الحبر إلى تدوين اسم شخص آخر لكي يستفيد من قيمة الشيك.

 وفي الوقت الذي أعلنت السلطات في دبي مباشرة التحقيقات، وإيقاف شخصين مشتبه بهما على ذمة التحقيق، أكدت عدة مصادر أن هذه العملية تسببت للضحية بخسارة مالية قدرها 32 ألف درهم.

ومع تطور التكنولوجيا، وتحول معظم المعاملات إلى الرقمنة، يلجأ المحتالون إلى تطوير أساليبهم لتتماشى مع العصر، ما يقتضي رفع درجة التأهب والحذر عند جميع المواطنين لتفادي الوقوع ضحية لعمليات الاحتيال في هذه الأوقات.


تفاصيل عملية الاحتيال

صورة تظهر فيها عدة رزم من الدولارات
“صورة تعبيرية”

وفقاً لتحقيقات النيابة العامة، فإن الضحية الذي تعرض لعملية الاحتيال هو من جنسية آسيوية يقيم في دبي، وكان قد تقدم بطلب للحصول على قرض بقيمة 90 ألف درهم إماراتي، ولكن طلبه بسب عدم توافقه مع شروط البنك، تم رفضه.

وقال الضحية أنه فيما بعد، ورده اتصال من شخص يدعي أنه موظف في البنك، وقال أن جنسيته آسيوية أيضاً، ويعمل كمسؤول مبيعات، وقال له أنه يريد المساعدة، وأرشده إلى طريقة الحصول على القرض، وذلك عن طريق إيداع مبلغ معين في حسابه البنكي، ثم سيوافق البنك على منحه ما يعادل ثلاثة أضعاف هذا المبلغ، ليستجيب الضحية لهذا الكلام، ويقوم بالاستدانة من أهله ومعارفه ويودع في حسابه مبلغ 32 ألف درهم إماراتي.

ويكمل المتهم عملية الاحتيال بعد مرور حوالي 20 يوم، عندما أعاد الاتصال بالضحية ليبشره  بموافقة البنك على تسليمه قرض 90 ألف درهم، ويتفق معه على اللقاء في أحد الأماكن العامة في دبي، ويسلمه ما قال أنها إضبارة القرض.

ثم طلب من الضحية إحضار دفتر شيكاته معه، وأوهمه بضرورة فعل ذلك من أجل توقيع ضمان القرض، ليقول المتهم أنه انشغل أثناء اللقاء باتصال هاتفي، ونسي دفتر شيكاته مع المتهم، حيث قام المتهم بملء بيانات  شيك الضمان بنفسه، مع ترك مكان التاريخ فارغ، وسلمه للضحية وطلب منه التوقيع، مع الإشارة أن المتهم كتب البيانات بقلمه (بواسطة الحبر المؤقت)، والضحية وقع بقلمه.

بعد هذا رحل المتهم وأبلغ الضحية أنه سيتصل به في وقت لاحق لاستكمال إجراءات القرض، إلا أن المتهم تلقى رسالة تفيد بسحب كل المبلغ الموجود في حسابه بعد رحيله مباشرة، ليتصل بالمتهم ويخبره الأخير أنه مجرد إجراء روتيني

الصدمة، وتفاصيل التحقيقات

صورة تظهر شخص من الخلف ويديه مكبلتين
ما زال المتهم الرئيسي هارباً من العدالة

قال الضحية أنه في البداية لم يعرف بوقوعه ضحية عملية احتيال خبيثة، لأنه طلب من المتهم إبراز بطاقته التعريفية، وأثبت له أنه فعلاً موظف في البنك الذي سيمنحه القرض.

ولكن بعد اتصاله بالبنك للاستفسار عن السبب الحقيقي لسحب المال من حسابه، تعرض لصدمة قوية عندما تم إبلاغه أن عملية السحب تمت بموجب شيك نظامي وقع عليه شخصياً، وهنا عرف أنه تعرض لعملية احتيال، ولكن مسألة الحبر المؤقت لم تكن واردة بذهنه إطلاقاً.
وتساءل الضحية عن كيفية حدوث الأمر لاسيما أن الشيك الذي وقعه كتب عليه مبلغ 90 ألف درهم، بينما المبلغ الذي تم سحبه من حسابه هو  32500 درهم إماراتي، مما دفعه للذهاب إلى البنك والتأكد بنفسه، ليرى حينها أنه فعلاً هو الشيك نفسه الذي وقعه، وأنه وقع ضحية عملية احتيال باستخدام الحبر المؤقت.

ليتبين له لاحقاً وجود متهم ثاني حضر للحصول على المبلغ، بعد زوال بيانات الشيك الأول مع انتهاء مفعول الحبر المؤقت، الذي لا يثبت إلا لفترة مؤقتة، مما يمنح المحتالين فرصة إجراء عملية الاحتيال.

وحسب تحقيقات النيابة العامة، فإن المتهم الثاني الذي يقيم في دبي، أقدم على سحب المبلغ لقاء 500 درهم إماراتي، قدمها له المحتال الرئيسي في القضية، الذي مايزال متوارياً عن الأنظار.
وكانت محكمة الجنح في دبي قد حكمت ببراءة المتهمين من تهمة التزوير باستخدام الحبر المؤقت، إلا أن هذا الحكم تم شطبه من قبل محكمة الاستئناف التي أكدت تعرض الضحية لعملية احتيال، وحكمت بإعادة المبلغ له، وتغريم المتهمين  الاثنين في قضية الاحتيال.