الأحد 28 أبريل 2024

تعرف على آخر ماقاله القاصر نائل قبل أن تقتله الشرطة الفرنسية

نائل المرزوقي لحظة
نائل المرزوقي لحظة إطلاق النار عليه

عادت تفاصيل قضية مقتل القاصر نائل المرزوقي، الفرنسي من أصول جزائرية للظهور للعلن، بعد أن قامت إحدى الصحف الفرنسية بنشر شهادة مكتوبة، لشاهد عيان كان وقت حادثة إطلاق النار عليه من قبل الشرطة الفرنسية

وكان مقتل نائل المرزوقي في أحد ضواحي العاصمة الفرنسة باريس الأسبوع الماضي، قد أشعل موجة احتجاجات واسعة في الشارع الفرنسي، وامتدت هذه الاحتجاجات الرافضة لعنف الشرطة الفرنسية لجميع المدن، ورافقها حملات استنكار دولية واسعة.

الراكب الخلفي في سيارة القاصر نائل يروي تفاصيل الحادثة

احتجاجات فرنسا
احتجاجات واسعة اشتعلت بعد مقتل نائل

وحسب التفاصيل المكتوبة لشاهد العيان الذي كان في المقعد الخلفي للسيارة، والذي أطلقت الصحف الفرنسية اسماً مستعاراً عليه هو آدم، والذي فسّر سبب تواجده في سيارة المرسيدس الصفراء التي كان يقودها القاصر نائل المرزوفي، بأن نائل هو من توقف وعرض عليه توصيله، إذ كان آدم متوجهاً لأداء اختبارات الشهادة الإعدادية في مدرسته، وأنه صعد في الخلف لأن المقعد الأمامي بجانب السائق كان مشغولاً.

وقال آدم، أنه بعد مدة قصيرة من ركوبه، طلبت الشرطة الفرنسية من السيارة التي يقودها القاصر نائل التوقف، وحسب رسالة آدم، فإن نائل لم يكن يريد الاستجابة؛ لأنه تحت السن القانونية وبالتالي لايمتلك رخصة قيادة، وأضاف أن نائل كان يحاول حماية نفسه عندما فقد السيطرة على الفرامل، وكان قد تعرض للضرب على رأسه ثلاث مرات، وللتهديد بالقتل، ليوجه أحد الشرطيين زميله الآخر بإطلاق النار على القاصر نائل، وكان آخر ما نطق به: "لقد أطلق النار، إنه مجنون!"

وأشار آدم، إلى أن القاصر نائل المرزوقي لم تظهر عليه آثار الدماء، ولكنه كان جثة هامدة لاتتحرك، ومائلة للجانب، واصفاً المشهد بالمرعب، مادفعه لمحاولة الهروب، إلا أن أحد رجال الشرطة الفرنسية أمسك به، وأمره بالسكوت، رغم أن آدم أخبرهم أنه لاذنب له، حسب ما قال للصحيفة، إضافة إلى أنه شاهد بعينه من سيارة الشرطة لحظة اعتقاله، محاولات الشرطة الفرنسية إنعاش قلب نائل، صاحب ال17 عام دون فائدة، وهو ما سبب له صدمة نفسية قوية حسب إفادة والده، الذي قال أن ابنه تركته الشرطة، ظهر يوم الحادثة، ولكنه منذ ذلك الوقت لا يخرج من غرفته، ولايكلم أحد، وأنه في حالة صدمة كبيرة بعد ما شاهده، ولايستوعب ما حدث.

وطالب والد آدم بمحاسبة الشرطي الذي أطلق النار، معتبراً إياه تجاوز كل الحدود الإنسانية، وتعامل مع القاصر نائل كأنه أرنب، مشدداً على دعمه، ووقوفه بجانب عائلة نائل المرزوقي.

احتجاجات قوية، وإدانات واسعة لتصرف الشرطة الفرنسية

أعمال شغب فرنسا
أعمال شغب كبيرة رافقت الاحتجاجات

وكانت مختلف المدن الفرنسية قد شهدت احتجاجات هي الأقوى من نوعها، منذ احتجاجات الستر الصفراء، واستمرت لحوالي أسبوع، قبل أن تخمد حدتها، وتبدأ بالتناقص اعتباراً من الأمس، مع التشديدات الأمنية التي فرضتها السلطات الفرنسية، والتهديد والوعيد الذي وجه للمحتجين، حيث رافق هذه المظاهرات أعمال شغب وتخريب، تبادلت فيها الشرطة الفرنسية والمحتجين الاتهامات، حول المسؤولية عن وقوعها، فيما اعتقل خلال هذه الاحتجاجات أكثر من 3300 متظاهر.

وقالت السلطات الفرنسية، أن رجل إطفاء تم قتله، و3 رجل شرطة أصيبوا، خلال فترة الاحتجاجات  التي تضرر منها أكثر من 300 سيارة، و300 مبنى سكني وتجاري، حسب ما أعلنت الداخلية الفرنسية، علماً أن الشرطة الفرنسية وباقي الأجهزة المختصة قد عمدت إلى نشر أكثر من 50 ألف رجل شرطة وأمن، في محاولة منها للسيطرة على هذه الاحتجاجات، التي سببت أضراراً كبيرة للسياحة الفرنسية، إضافة إلى الإضرار بسمعة فرنسا في حقوق الإنسان، بعد إدانات دولية عديدة انتقدت تصرف الشرطة الفرنسية تجاه المحتجين، وطالبت بمحاسبة الشرطي المسؤول عن مقتل القاصر نائل المرزوقي.