الأحد 28 أبريل 2024

تمرد فاغنر| صدمة غربية من سرعة إنهاء التمرد، فما هي بنود الاتفاق؟

إنهاء تمرد فاغنر
إنهاء تمرد فاغنر

لم يصمد تمرد فاغنر الذي قاده مؤسس المجموعة يفغيني بريغوجين أكثر من 24 ساعة، فبعد أن أعلن تمرد فاغنر سيطرته على روستوف، وتهديده بالاتجاه إلى موسكو، توقع الكثير من الخبراء السياسيين أن روسيا أصبحت قريبة من الحرب الأهلية.

وفي الوقت الذي توالت فيه التقارير الاستخباراتية، التي تتحدث عن مستقبل روسيا والرئيس فلاديمير بوتين، والتخوفات من وقوع السلاح النووي الروسي في أيدٍ غير مسؤولة، تفاجأ العالم أجمع، بإعلان نهاية التمرد الذي قاده بريغوجين، بعد وساطة من الرئيس البيلاروسي، بينه وبين بوتين، فما هي بنود هذا الاتفاق؟ وكيف تنبأت الاستخبارات الامريكية  بحدوث التمرد؟

 بنود اتفاق إنهاء تمرد فاغنر

قاد ألكسندر لوكاشينكو الرئيس البيلاروسي، وساطة سياسية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقائد تمرد فاجنر يفغيني بريغوجين، ونجحت هذه الوساطة في إنهاء التمرد، ومغادرة بريغوجين للأراضي الروسية.

وقال الكرملن على لسان دميتري بيسكوف المتحدث الرسمي باسمه، أن الرئيس البيلاروسي هو من بادر لعرض الوساطة، نظراً لعلاقة الصداقة القديمة التي تربطه بيفغيني بريغوجين، وأن الجانب الرسمي الرسمي الروسي لم يبد أي اعتراض على هذه الوساطة، بغية إنهاء التمرد، وحقن الدماء.

وتنص شروط الاتفاق على إنها تمرد فاغنر، وعودة مقاتلي المجموعة إلى ثكناتهم، وانضمام مقاتلي فاغنر، الذين عارضوا الانضمام إلى تمرد قائدهم، لوحدات الجيش الروسي بعقود تتبعهم لوزارة الدفاع الروسية، مع ضمان سلامتهم، وعدم ملاحقتهم قضائياً.

أما المقاتلين غير الراغبين في العودة للثكنات، فتمنحهم وزارة الدفاع حق عقد اتفاقية معهم، والجزء الأهم من هذا الاتفاق كان إسقاط التهم الجنائية التي تم توجيهها لقائد تمرد فاغنر بريغوجين، ومغادرته روسيا متوجهاً إلى بيلاروسيا.

وفي ذات السياق أكد الكرملن أن هذا الاتفاق، لن يترك أي أثر على العملية العسكرية في اوكرانيا، مؤكداً استمرار الجيش الروسي بصد الهجوم المضاد للأوكران.
وكان زيلنسكي، الرئيس الأوكراني، قد أعرب عن خيبة أمله من اتفاق بريغوجين وبوتين، بعد أن صرح في وقت سابق، أن تمرد فاغنر دليل على ضعف العدو الروسي، وأن ما حدث ليس إلا البداية، حسب تعبيره.

وكان يفغيني بريغوجين الملقب طباخ بوتين، قد أعلن بالأمس تمرد قوات فاغنر على وزارة الدفاع، بعد سيطرته على منشآت عسكرية في الجنوب الروسي، ورفضه دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للاستسلام، وتهديده بالزحف نحو موسكو.

وفي المقابل اتهم بوتين بريغوجين بالخيانة، ووعد بالرد الحاسم والشديد على التمرد، وكانت قوات شيشانية وروسية قد باشرت التوجه لإنهاء التمرد، في المناطق التي سيطر عليها، قبل أن يتدخل الرئيس البيلاروسي وينهي الخلاف.

المخابرات الامريكية تنبأت بالتمرد، وصدمة الغرب بسرعة إنهائه

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

وكانت الصحف والمحطات العالمية، ولا سيما الغربية، قد نقلت صدمة الأوساط هنالك بسرعة بوتين في القضاء على تمرد فاغنر، بعد نشر عشرات التقارير التي توقعت استمرار التمرد، وتحوله لحرب أهلية تهدد مستقبل روسيا وبوتين.

وظهرت العديد من النظريات في الساعات الأخيرة، بعضها تحدث عن كفاءة التعامل مع الأزمة من قبل الرئيس الروسي، وبعضها تحدث عن خطة بريغوجين لإنهاء مهامه والاتجاه للاستقالة، وأنه تلقى أموالاً طائلة من أجل الرحيل عن روسيا.

فيما ذهبت تقارير أخرى للقول أن ماحدث لم يكن سوى اتفاق بين بوتين وبريغوجين، من أجل إلهاء المجتمع الدولي ونقل قوات فاغنر للقرب من بولندا، مع استمرار العملية العسكرية في اوكرانيا.

وفي سياق آخر أشارت عدة صحف أن المخابرات المركزية الامريكية كانت تتوقع حدوث تمرد فاغنر، ولكنها لم تتمكن من تحديد التوقيت إلا قبل فترة قليلة منه، وقالت هذه المصادر أن وتيرة الخلافات بين بريغوجين ووزارة الدفاع الروسية، أصبحت أشد وبدأت بالخروج للعلن، قبل شهرين من بدء التمرد.

وأفادت هذه التقارير، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كان على علم بما ستؤول إليه الأمور، ولكنه لم يبد أي ردة فعل، وهو ما أثار استغراب المراقبين، وقالت التقارير، أن وكالة الاستخبارات قامت باطلاع الكونغرس والبيت الأبيض على كل التطورات، وتمت مناقشة مستقبل الأسلحة النووية.