الإثنين 29 أبريل 2024

بعد تمردها على روسيا، ما الذي تعرفه عن قوات فاغنر العسكرية؟

قوات فاغنر
قوات فاغنر

أثارت قوات فاغنر العسكرية الروسية العديد من التساؤلات، لا سيما بعد تمردها الأخير على روسيا في اوكرانيا، خاصة أن الكثير من المتابعين كان يعتبرها الذراع العسكري لروسيا في حروبها، فما هي مجموعة فاغنر؟ وكيف نشأت؟ وأين تتوزع؟


نشأة قوات فاغنر العسكرية

فاغنر
قوات فاغنر العسكرية

ارتبط اسم قوات فاعنر العسكرية مؤخراً بالعديد من الحروب التي تقودها روسيا حول العالم، مثل الحرب في اوكرانيا، والحرب في سوريا، كما ارتبط اسمها بعدة دول أخرى كافريقيا الوسطى وليبيا والسودان، وتعزم الدول الغربية باستمرار على اتهامها بانتهاكات إنسانية وجرائم حرب.

تعود نشأة الحركة، للضابط السابق في الجيش الروسي دميتري أوتكين، الذي أعلن عن إنشاء شركة تضم قدامى المحاربين الروس، ولاسيما في الحرب الشيشانية، وأطلق على هذه الشركة اسم فاغنر، وهو لقبه الخاص في العمليات التي خاضها لصالح المخابرات العسكرية والقوات الخاصة الروسية.

واشتهرت قوات فاغنر قببل الحرب الروسية الاوكرانية، حيث اتهمها الغرب بتنفيذ هجمات استراتيجية، لتوفير ذريعة لروسيا من أجل القيام بالحرب.

ويعود أول نشاط للحركة حسب بعض المصادر إلى عام 2014, حيث وجهت اتهامات تقول أن أصحاب الزي الأخضر الذين سيطروا على شبه جزيرة القرم، هم عناصر في قوات فاغنر العسكرية، كما قيل أن الحركة تواجدت لتقديم الدعم للقوات الروسية أثناء سيطرتها على منطقتي دونتيسك ولوهانسك.

ووفرت الحركة منذ تأسيسها قوة عسكرية يمكن لروسيا الاستفادة من خدماتها في أي وقت، ثم التنصل من أفعالها متى ما أرادت حسب بعض المصادر، التي أكدت أن إنشاء قوات فاغنر العسكرية يتعارض مع الدستور الروسي.

وتسعى الحركة لضم جنود خبيرين، ومحاربين قدامى، مقابل مبالغ معينة من المال، مما دفع البعض لوصفهم بالمرتزقة، وتوجيه أصابع الاتهام للمخابرات العسكرية الروسية بالإشراف والدعم والتمويل لهذه المجموعة، خاصة بعد ورود تقارير تحدثت أن المقر التدريبي للمجموعة جنوب روسيا، يقع بالقرب من قاعدة عسكرية للجيش الروسي، على الرغم من نفي روسيا المتكرر  لوجود أي علاقة تربطها بالمجموعة.

علاقة الحركة بطباخ بوتين يفغيني بريغوجين

بوتين وبريغوجين
بوتين وبريغوجين

كشفت بعض التقارير الاستخباراتية، وجود علاقة قوية تربط الحركة بيفغيني بريغوجين، وهو أحد الأوليغارش الروس الذي اشتهر بلقب طباخ بوتين،  وسمي بهذا الاسم كونه بدأ عمله كمتعهد طعام الكرملين، وماتزال شركته تقدم خدمات الطعام للجيش الروسي حتى الآن.

الأمر الذي عرض الشركة وطباخ بوتين إلى عقوبات اقتصادية، فرضتها امريكا والاتحاد الأوروبي عليهما، نتيجة ما تم تسميته النفوذ الخبيث في العالم على الصعيدين الاقتصادي والسياسي.

وحسب تقارير أخبارية غربية، فإن قوات فاغنر العسكرية، ذهبت في 2017 لحراسة مناجم الالماس في أفريقيا الوسطى، ومناجم الذهب في السودان، كما تحرس حقول وشركات النفط في ليبيا منذ عام 2016، وتشارك في الحرب في سوريا منذ 2015.

واتهمت وزارة الخزانة الأمريكية المجموعة، أنها توفر غطاء لشركات التعدين التي يملكها طباخ بوتين بريغوجين، مما دفعها لفرض العقوبات عليها.

ونظراً لنشاطها وجهت حكومة مالي دعوة للمجموعة من أجل مساعدتها في حربها ضد المتشددين، ما دفع فرنسا لسحب قواتها من مالي في عام 2021، واتهام الحركة بارتكاب عمليات سطو واغتصاب ضد المواطنين في جمهورية افريقيا الوسطى، كما اتهمت امريكا مجموعة فاغنر العسكرية الروسية بزرع محيط مدينة طرابلس الليبة بالألغام.

الخلاف بين روسيا ومجموعة فاغنر العسكرية

بوتين
فلاديمير بوتين يتوعد

واشتعل مؤخراً خلاف علني بين المجموعة والحكومة الروسية، بعد أن اتهم بريغوجين قوات بوتين باستهداف قواته في اوكرانيا، الأمر الذي نفته الحكومة الروسية وأنكرت هذه التصريحات

وقال الرئيس بوتين اليوم أن الحركة طعنت روسيا بالظهر، وتوعد بالمحاسبة في إطار مكافحة الإرهاب، فيما قام جهاز الأمن برفع قضية جنائية ضد بريغوجين، بتهمة التحريض على تمرد مسلح.

وفي ظل اتهامات بوتين "لطباخه السابق" بالانجرار خلف مخططات إرهابية، ودعوة الجيش لعناصر قوات فاغنر العسكرية لتسليم أنفسهم للجيش، يبدو أننا أمام أزمة جديدة، سننتظر اتضاح معالمها في الأيام القادمة.