السبت 27 أبريل 2024

تمرد فاغنر: شبح الحرب الأهلية يحوم حول روسيا بعد خلافات بوتين وبريغوجين

تمرد فاغنر
تمرد فاغنر

التطورات المتسارعة في روسيا بعد إعلان تمرد قوات فاغنر التي يتزعمها بريغوجين  الملقب (طباخ بوتين)، أثارت قلق جميع المتابعين، لاسيما بعد أنباء عن مواجهات مسلحة بين الجيش الروسي وقوات فاغنر، فيما يشير إلى أن شبح الحرب الأهلية يهدد البلاد.

فبعد إعلان سيطرة قوات فاغنر على بريستوف في الجنوب، أشارت عدة تقارير غربية أن بريغوجين ينوي الذهاب بقواته إلى موسكو، في الوقت الذي نفى فيه بريغوجين نيته القيام بانقلاب عسكري، وفي نفس الوقت رفض دعوات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقيادة الجيش الروسي، لعناصر المجموعة بالاستسلام وتسليم أنفسهم، وسط تحذيرات بعض الدول لرعاياها من السفر إلى روسيا.

بوتين في كلمة استثنائية: سنعاقب الخائنين

فلاديمير بوتين الرئيس الروسي وخلفه علم روسيا
فلاديمير بوتين الرئيس الروسي

على أثر تصاعد التوتر، وتبادل الاتهامات بين يفغيني بريغوجين قائد تمرد قوات فاغنر، ووزارة الدفاع الروسية، أطل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة استثنائية متلفزة هدد فيها قادة التمرد بالسحق بعد أن اتهمهم بالخيانة، وأشار بوتين إلى أن رد الجيش سيكون مؤلماً على المتمردين، ودعا عناصر قوات فاغنر إلى تسليم أنفسهم وأسلحتهم، وعدم  الإذعان لقائدهم، والانخراط في هذا التمرد.
في وقت وصف فيه ماحدث أنه طعنة في الظهر، في إشارة إلى بريغوجين، مؤكداً جاهزية الجيش الروسي لمواجهة جميع التهديدات التي تهدد روسيا في الداخل والخارج.

واتهم بوتين من يرفع سلاحه بوجه الجيش بأنه خائن، وسيلقى رداً قاسياً، وأكد أن تصرفات بريغوجين تريد جر البلاد إلى أتون حرب أهلية مدمرة، ناصحاً أعضاء الحركة بعدم الإذعان لهذه المخططات، واعترف بوتين خلال كلمته التي وجهها للشعب الروسي بخطورة الوضع، مشدداً على جاهزية الجيش للقضاء على تمرد قوات فاغنر، وتجنيب وقوع البلاد في حرب أهلية.


بريغوجين يرفض الاستسلام، ويسيطر على منشآت عسكرية

يفغيني بريغوجين قائد تمرد فاغنر
يفغيني بريغوجين قائد تمرد فاغنر

وفي خطوة تصعيدية، رفض يفغيني بريغوجين قائد تمرد قوات فاغنر الإذعان لطلب الرئيس الروسي بالاستسلام، وأعلن استعداده للمواجهة، رافضاً اتهامات الخيانة، معتبراً أن الخيانة صدرت من الجيش وليس من قواته.

وأعلن بريغوجين سيطرة قواته على مدينة روستوف، من دون أي طلقة -على حد قوله- مشيراً إلى أن تمرد قوات فاغنر، يحظى بدعم وتأييد المواطنين في المدينة، الذين استقبلوا عناصره بحفاوة، ورفضوا أخذ أجر المواد التي اشتراها العناصر من متاجرهم، داعياً الشعب الروسي للنزول للشوارع لمواجهة الخونة الموجودين في قيادة الجيش، حسب تعبيره.

وتعد مدينة روستوف خسارة استراتيجية للقوات الروسية كونها المركز الرئيسي لتمويل وإمداد الحرب على اوكرانيا، وفي الوقت الذي نشرت فيه حسابات تابعة لبريغوجين تصريحات له يقول فيها أن رئيس جديد سيحكم روسيا قريباً، ثم حذفتها، أكدت تقارير استخباراتية غربية أن قوات فاغنر، غادرت بعض المواقع في اوكرانيا، واتجهت لروسيا، لتحتل مقرات أمن ومنشآت عسكرية مهمة.

وعلى بعد 500 كم من موسكو، أفادت مصادر أن تمرد قوات فاغنر تمكن من إحكام سيطرته على نقاط ومنشآت أمنية وعسكرية في مدينة فورونيج
في الوقت ذاته أعلن  حاكم مقاطعة فورونيج أن قوات الإطفاء تحاول إخماد حريق ضخم نشأ في مصفاة نفط في المقاطعة.

وطالب يفغيني بريغوجين بحضور كل من رئيس الأركان العامة في الجيش الروسي غيراسيموف، ووزير الدفاع الروسي شويغو للقائه، وإلا فإن قوات فاغنر التي يقودها ستستمر بالزحف إلى موسكو.


ردود فعل دولية على تمرد قوات فاغنر

وتتابع الدول الكبرى والدول القريبة من روسيا هذه التطورات بشكل عاجل، بعد تصريحات الرئيس الأوكراني أن هذه الانشقاقات تدل على ضعف وانقسام الجيش الروسي حسب قوله، لاسيما مع تحذيرات بوتين من استغلال اوكرانيا لهذه الأحداث للهجوم على باخموت.

في الوقت الذي أعلن فيه رمضان قديروف دعمه للرئيس الروسي في قمع تمرد قوات فاغنر، وإرسال أكثر من 10 آلاف مقاتل لدعم الجيش الروسي في مواجهة بريغوجين، مؤكداً دعوة الجيش للرد بقوة وعدم الاستسلام

وأعلنت المانيا وأمريكا وبريطانيا وفرنسا ودول أخرى أنها تراقب عن كثب التطورات الجارية في روسيا، في الوقت الذي حذرت فيه دول عدة رعاياها من السفر إلى موسكو في هذه الفترة.

كما أعلنت جميع الدول الحدودية مع روسيا، أنها تراقب حدودها، في حين أجرى الرئيس الروسي اتصالات مع رؤساء اوزباكستان واذربيجان وتركيا ودول أخرى.

وتحذر منظمات إنسانية عديدة من خطر اندلاع حرب أهلية في روسيا، مما يهدد حياة المواطنين، إذا لم يتم حل هذا النزاع بشكل سلمي.