الإثنين 29 أبريل 2024

الزكام ماهو، أسبابه أعراضه وطرق العلاج والوقاية منه

الزكام ماهو، أسبابه
الزكام ماهو، أسبابه أعراضه وطرق العلاج

الزكام أو ما يسمى ( الرشح) هو حالة صحية شائعة تصيب الجهاز التنفسي العلوي، ويعد من أكثر الأمراض الشائعة التي يعاني منها الناس. يتميز الزكام بالتهاب الأنف والحلق والجيوب الأنفية، وينتج عنه أعراض مزعجة مثل السعال، العطس، الاحتقان الأنفي، والتهاب الحلق. 

يُعتبر الزكام من أكثر الأمراض الشائعة والمعروفة عند الناس حول العالم. فهو يصيب العديد من الأشخاص على مستوى العالم، وخاصةً في فصل الشتاء. يُعرف الزكام بأنه عدوى فيروسية تُصيب الجهاز التنفسي العلوي، وتتسبب في تهيج الأغشية المخاطية للأنف والحنجرة والبلعوم. يتراوح أعراض الزكام بين البسيطة والمزعجة، وقد تكون هناك حالات نادرة تتطور إلى مضاعفات أكثر خطورة. في هذا المقال، سنستكشف تفاصيل الزكام وأسبابه وأعراضه، وسنتعرض أيضًا لأهم طرق العلاج المتاحة. 

الزكام

الزكام وانتشاره في فصل الشتاء

الزكام هو عدوى فيروسية تُسببها مجموعة متنوعة من الفيروسات، مثل فيروسات الرينو والكورونا والأدينو. يُنقل الزكام عادةً عن طريق قطيرات الرذاذ التي تتواجد في الهواء عندما يسعل أو يعطس الشخص المصاب. قد يتم نقله أيضًا من خلال لمس الأسطح الملوثة بالفيروس ومن ثم لمس الأنف أو الفم.

ينتشر الزكام بشكل أكبر في فصل الشتاء، وهناك عدة أسباب تفسر هذا الانتشار الزائد:

أولاً، يعزى ذلك جزئيًا إلى التجمع الأكبر للأشخاص في الأماكن المغلقة خلال فصل الشتاء، مما يزيد من فرصة انتقال العدوى بين الأفراد.

ثانيًا، يفضل الفيروس الزكامي البقاء على قيد الحياة في الظروف الباردة والجافة التي تعتبر عاملًا مثاليًا لنشر العدوى. يتم انتشار قطيرات الرذاذ التي تحمل الفيروسات بشكل أفضل في الهواء البارد والجاف، مما يزيد من فرصة انتقال العدوى عند التنفس في نفس البيئة.

بالإضافة إلى ذلك، يعتقد أن الزكام يؤثر على جهاز المناعة بشكل مباشر، مما يجعل الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالعدوى في فصل الشتاء. تتراوح درجات الحرارة الباردة في فصل الشتاء بينما يكون الهواء في الأماكن المغلقة عادةً جافًا بسبب استخدام أنظمة التدفئة المركزية، مما يؤدي إلى تجفيف الأغشية المخاطية وتضييق الأوعية الدموية في الأنف والحنجرة، وبالتالي يصبح الجهاز التنفسي أقل مقاومة للعدوى. 

علاج الزكام

أيضاً، يتزايد تواجد الفيروسات الزكامية في الأماكن المغلقة مثل المدارس ومكاتب العمل، حيث يتم تبادل الهواء والملامسة القريبة بين الأشخاص بشكل مستمر. هذا يسهل انتقال الفيروسات بين الأفراد وزيادة انتشار الزكام.

في الخليج العربي، حيث يكون المناخ دافئًا معتدلاً على مدار العام، قد يكون هناك انخفاض في انتشار الزكام في فصل الشتاء مقارنةً بالمناطق الأخرى ذات الأجواء الباردة. ومع ذلك، قد يحدث ازدياد في حالات الزكام بسبب الاختلاط المكثف للأشخاص في المناطق المغلقة مع بدء استخدام أجهزة التكييف وتبريد الهواء في فصل الشتاء.

كيف يحدث الزكام أو الرشح؟ 

يحدث الزكام نتيجة للإصابة بفيروسات الزكام المتنوعة، وتنتقل هذه الفيروسات عن طريق الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين أو عن طريق الهواء عندما يعطس أو يسعل الشخص المصاب. كما يمكن أيضًا نقل الفيروسات من خلال لمس الأسطح الملوثة ثم لمس الأنف أو الفم.

هل الزكام هو ذاته الأنفلونزا ؟

لا، الزكام والأنفلونزا هما اضطرابات تنفسية مختلفة. الزكام يسبب أعراض مثل السعال والحكة في الحلق والأنف المزمن والتهاب الحلق والصداع والتعب، في حين أن الأنفلونزا تسبب أعراضًا شديدة مثل الحمى والصداع والتعب والتشنجات العضلية والقشعريرة. يمكن الوقاية من الزكام والأنفلونزا باتباع عادات صحية مثل غسل اليدين بانتظام وتجنب مخالطة الأشخاص المصابين.

أعراض الزكام الشائعة 

أعراض الزكام

تشمل أعراض الزكام الشائعة السعال، العطس، الاحتقان الأنفي، التهاب الحلق، الصداع، التعب، وارتفاع طفيف في درجة الحرارة. قد يستمر الزكام لمدة تتراوح بين أيام قليلة إلى أسبوعين، وعادةً ما يختفي دون الحاجة إلى علاج خاص.

كيفية علاج الزكام بطريقة فعالة

تتوفر العديد من الخيارات لعلاج الزكام وتخفيف أعراضه. يمكن استخدام الأدوية الموجودة دون وصفة طبية مثل مسكنات الألم ومزيلات الاحتقان لتخفيف الأعراض. يجب الانتباه إلى اتباع التعليمات الموجودة على العبوة وعدم تجاوز الجرعة الموصى بها.

بالإضافة إلى الأدوية، هناك أيضًا بعض الوصفات الطبيعية التي يمكن استخدامها للتخفيف من أعراض الزكام. على سبيل المثال، يمكن استخدام المشروبات الساخنة مثل الشاي الدافئ مع العسل لتخفيف التهاب الحلق وتخفف السعال. كما يمكن استخدام الماء الدافئ المملوء بالملح للغرغرة وتنظيف الجيوب الأنفية المزدحمة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن مثل الفاكهة والخضروات لتعزيز جهاز المناعة وتسريع عملية الشفاء.

ومع ذلك، يمكن اتباع بعض الإجراءات لتخفيف الأعراض وتسريع الشفاء، مثل:

1. الراحة والاسترخاء، ومنح الجسم وقتًا كافيًا للتعافي.

2. شرب السوائل الدافئة بكميات وفيرة، مثل الماء والشاي الدافئ أو الحساء، للترطيب وتخفيف التهيج في الحنجرة والأنف.

3. استخدام مضادات الاحتقان الموضعية، مثل البخاخات الأنفية التي تحتوي على مواد مختلفة مثل الأوكسيميتازولين والزيليتول، لتخفيف الاحتقان وتسهيل التنفس.

4. تناول الأدوية المسكنة لتخفيف الألم والحمى، مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين، وفقًا لتوجيهات الطبيب أو الصيدلي.

5. الاستعانة بمشتقات الفيتامين سي، مثل البرتقال والليمون والفراولة، التي تعزز من جهاز المناعة وتساعد في تسريع عملية الشفاء.

6. الحفاظ على النظافة الشخصية وتنظيف الأسطح الملامسة بانتظام، للحد من انتقال الفيروسات وانتشار العدوى.

ومع ذلك، في حالة تفاقم الأعراض أو استمرارها لفترة طويلة، يُنصح بزيارة الطبيب لتقييم الحالة وتوجيه العلاج المناسب. قد يقوم الطبيب بوصف مضادات الفيروسات القوية في حالات معينة، خاصةً إذا كان هناك احتمال للتعرض لمضاعفات خطيرة.

الوقاية من عدوى الزكام

الرشح

يجب على الأفراد اتخاذ إجراءات الوقاية للحد من انتشار الزكام في فصل الشتاء. من بين الإجراءات الهامة:

1. غسل اليدين بشكل متكرر وباستخدام الماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية، وخاصةً بعد العطس أو السعال أو لمس الأسطح الملوثة.

2. تجنب لمس الوجه باليدين، خاصةً الأنف والفم والعينين، حيث يمكن أن تكون الأيدي ملوثة بالفيروسات.

3. تجنب الاحتكاك بأشخاص مصابين بالزكام والابتعاد عن المناطق المزدحمة في حالات انتشار المرض.

4. تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس باستخدام المنديل أو الكوع المرن، وذلك لتقليل انتقال القطيرات المصابة إلى الآخرين.

5. تعزيز جهاز المناعة من خلال الحصول على قسط كافٍ من النوم، وممارسة الرياضة اليومية، وتناول الغذاء الصحي المتوازن، وشرب السوائل بشكل منتظم.

6. تجنب المواقف التي قد تؤدي إلى التعرض للبرودة الشديدة وتجنب التدخين، حيث يمكن أن يؤثر كلاهما سلبًا على جهاز المناعة ويزيد من فرصة الإصابة بالزكام.

في الختام، يُعتبر الزكام من الأمراض الشائعة التي تصيب الكثير من الأشخاص خلال فصل الشتاء. باستخدام الوقاية الصحيحة واتباع الإجراءات الوقائية، يمكن تقليل فرصة الإصابة بالزكام وتخفيف حدة الأعراض. تذكر أن الراحة والعناية الذاتية الجيدة تلعبان دورًا مهمًا في عملية الشفاء واستعادة الصحة بسرعة.