الإثنين 29 أبريل 2024

مرض الخرف الجبهي الصدغي (Frontotemporal dementia) ما أسبابه؟ وكيف يمكن عـلاجه؟

ماهو مرض الخرف الجبهي
ماهو مرض الخرف الجبهي الصدغي

مرض الخرف الجبهي الصدغي (Frontotemporal dementia) هو نوع من الخرف يؤثر على الأنسجة العصبية في منطقة الجبهة والصدغيات من الدماغ. يعتبر مرض الخرف الجبهي الصدغي نادرًا نسبيا ويصيب عادة الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و 65 عامًا، وغالبًا ما يكون له تأثير سلبي على السلوك والشخصية واللغة. لا يؤثر مرض الخرف الجبهي الصدغي على فقدان الذاكرة مثل الزهايمر، لكنه يؤدي الى تصرفات مختلفة وغريبة وصعوبة في التركيز وتغيره ومع مرور الوقت قد يؤدي لصعوبة في المشي والتحدث والعمل والاعتناء بالنفس.  

مرض الخرف الجبهي الصدغي (Frontotemporal Dementia) هو نوع من أنواع أمراض الخرف التي تؤثر على الدماغ. يعرف أيضًا باسم مرض بيك، وهو اضطراب عصبي تدمر فيه الخلايا العصبية. ولقد سمعنا مؤخراً بإصابـة الممثل بروس ويليس ب مرض الخرف الجبهي الصدغي. لذلك سنسلط الضوء في هذا المقال عن مرض الخرف الجبهي الصدغي وماهي أسبابه وأعراضه وطرق علاجه. 

مرض الخرف الجبهي الصدغي 

ماهي أعراض مرض الخرف الجبهي الصدغي؟

أعراض مرض الخرف الجبهي الصدغي تختلف من شخص لآخر، ويمكن أن تظهر بطرق مختلفة. تعتمد الأعراض على المكان الذي يبدأ فيه الضرر في الدماغ، إليك بعض الأعراض الشائعة التي قد تظهر في مرض الخرف الجبهي الصدغي:

1. تغيرات في الشخصية: يمكن أن يلاحظ الأشخاص المصابون بمرض الخرف الجبهي الصدغي تغيرات كبيرة في شخصيتهم وسلوكهم. يمكن أن يتغير الاهتمام والاهتمام بالآخرين، ويمكن أن يصبحوا أقل حساسية لمشاعر الآخرين ويفقدوا الحياء الاجتماعي.

2. انخفاض القدرة على التخطيط والتنظيم: يصبح الشخص المصاب بمرض الخرف الجبهي الصدغي غير قادر على التخطيط والتنظيم بشكل فعال. يمكن أن يتجاهل المسؤوليات اليومية، ويفقد القدرة على التنظيم الزمني واتخاذ القرارات العقلانية.

3. صعوبات في اللغة: يمكن أن تلاحظ صعوبات في اللغة والتواصل عند الأشخاص المصابين. يمكن أن يفقدوا الكلمات بسهولة، ويجدون صعوبة في التعبير عن الأفكار بشكل واضح.

4. تغيرات في السلوك: قد يظهر سلوك غريب أو غير مناسب للموقف، مثل ارتفاع مستوى الانفعال، وتصرفات غضبية غير مبررة، أو انخفاض قدرة التحكم في الاندفاعات.

5. انخفاض في القدرة العقلية: يمكن أن يتدهور الأداء العقلي والتنفيذي بمرور الوقت، مما يتسبب في صعوبات في التركيز، والذاكرة، والتفكير المنطقي.

6. تغيرات في النمط الغذائي: يمكن أن يحدث تغير في نمط الأكل، مع فقدان الشهية أو تفضيل الأطعمة ذات القيمة الغذائية المنخفضة.

7. صعوبات في التنقل والحركة: قد يصبح الشخص المصاب بمرض الخرف الجبهي الصدغي أقل قدرة على التحكم في الحركة والتنقل، مما يزيد من خطر السقوط والإصابات.

8. انعدام التوازن العاطفي: يمكن أن يظهر الشخص المصاب بمشاعر عاطفية متقلبة بشكل غير منتظم، مثل الاكتئاب والقلق والاضطراب العاطفي.

9. تدهور القدرات الحركية: يمكن أن يحدث تدهور تدريجي في الحركة والقدرات الحركية، مما يؤثر على القدرة على أداء الأنشطة اليومية بشكل مستقل.

من المهم مراجعة الطبيب المختص إذا كنت تشتبه في وجود مرض الخرف الجبهي الصدغي أو أي حالة خرف أخرى. فالتشخيص المبكر والعناية الطبية المناسبة يمكن أن تساعد في إدارة الأعراض وتحسين نوعية الحياة.

أعراض الخرف الجبهي الصدغي 

الأنواع الأكثر شيوعًا من FTD هي:

▪️ المتغير الجبهي >>> الذي يؤثر على السلوكية والشخصية.

•• الحبسة التقدمية الأولية غير الطلاقة ››› التي تؤثر على الطريقة التي يتحدث بها الشخص.

•• الحبسة التقدمية الأولية المتغيرة ››› التي تؤثر على طريقة استخدام أو فهم اللغة. 

ماهي الأسباب التي تؤدي للإصابة بمرض الخرف الجبهي الصدغي ؟

لم يتم تحديد الأسباب الدقيقة لمرض الخرف الجبهي الصدغي، ولكن الأبحاث تشير إلى وجود عوامل جينية وبيولوجية وبيئية قد تلعب دورًا في تطور المرض. تم اكتشاف بعض الطفرات الجينية المرتبطة بالمرض، والتي قد تؤثر على تراكيب البروتين في الدماغ وتؤدي إلى تلف الخلايا العصبية.

تموت الخلايا العصبية التي تكون فصوص من الدماغ مما يؤدي إلى تقلص هذه الفصوص. لذا،  يعتقد الأطباء أن أسباب الخرف الجبهي قد تكون:

- وراثية.

- وجود طفرة.

- تغير في جينات. 

هل يمكن علاج مرض الخرف الجبهي الصدغي؟ 

حتى الآن، لا يوجد علاج مؤكد لمرض الخرف الجبهي الصدغي. ومع ذلك، يمكن اتخاذ بعض الإجراءات لتخفيف الأعراض وتحسين جودة حياة المرضى. إليك بعض النقاط التي قد تساعد في إدارة المرض:

1. الدعم الشامل: يجب أن يتلقى المرضى دعمًا شاملاً من قبل فريق رعاية صحية متعدد التخصصات، بما في ذلك الأطباء والممرضات والعاملين الاجتماعيين والمستشارين النفسيين. يمكن لهؤلاء المهنيين توجيه الأسرة والمرضى وتوفير المساعدة العاطفية والاجتماعية والطبية اللازمة.

2. العلاج الدوائي: يمكن أن تكون هناك بعض الأدوية التي تستخدم لتخفيف بعض الأعراض المرتبطة بمرض الخرف الجبهي الصدغي. تشمل هذه الأدوية العقاقير المضادة للاكتئاب والأدوية المضادة للقلق التي يمكن أن تساعد في التحكم في الاضطرابات النفسية المصاحبة للمرض. قد يوصي الطبيب بتجربة مختلف الأدوية وتعديل الجرعات وفقًا لاحتياجات المريض.

3. العلاج النفسي: يمكن أن يكون العلاج النفسي مفيدًا في إدارة مرض الخرف الجبهي الصدغي. يمكن أن تشمل تقنيات العلاج السلوكي المعرفي والتدريب العقلي والعلاج النفسي المعرفي السلوكي. تهدف هذه التقنيات إلى مساعدة المرضى على التعامل مع التغيرات السلوكية والعاطفية وتحسين جودة حياتهم.

4. الدعم الاجتماعي والتعاون الأسري: يعد الدعم الاجتماعي والتعاون الأسري عنصرًا هامًا في إدارة مرض الخرف الجبهي الصدغي. يمكن للأسرة والأصدقاء أن يقدموا الدعم العاطفي والعمل على توفير بيئة داعمة ومهتمة للمريض. قد يكون من المفيد أيضًا الانضمام إلى مجموعات الدعم المخصصة لأسر المرضى المصابين بأمراض الخرف لتبادل الخبرات والمشورة.

من المهم أن يتم تشخيص مرض الخرف الجبهي الصدغي في وقت مبكر والبدء في العلاج والرعاية المناسبة. يجب على المرضى وأسرهم أن يبحثوا عن الدعم الطبي المتخصص والاستشارة من خبراء الأمراض العصبية للحصول على تقييم دقيق للحالة وتوجيهات علاجية مناسبة. يمكن للفريق الطبي تقديم معلومات حول الأدوية المناسبة والعلاجات البديلة المتاحة والتوجيهات السلوكية والدعم النفسي.

أسباب الخرف الجبهي الصدغي 

وعلى الرغم من أنه لا يوجد علاج مؤكد لمرض الخرف الجبهي الصدغي حتى الآن، إلا أن الرعاية المناسبة والتعاون الطبي المستمر يمكن أن يساعدان في تحسين جودة الحياة وإدارة الأعراض. يجب على المرضى وأسرهم أن يتعلموا ويتحسنوا في التعامل مع التحديات اليومية ويستفيدوا من الدعم الاجتماعي المتاح.

ينبغي أيضًا الوعي بأن مرض الخرف الجبهي الصدغي يؤثر على الأفراد وعائلاتهم بشكل فردي، وقد يتطلب تعديلات في الروتين اليومي والمساعدة في الأنشطة الحياتية الأساسية. يمكن للخدمات الاجتماعية والمساعدة المنزلية والرعاية المستمرة أن تلعب دورًا مهمًا في تلبية احتياجات المرضى وتخفيف الضغط على أفراد الأسرة.

بشكل عام، يجب العمل على تقديم رعاية شاملة ومتعددة التخصصات لمرضى الخرف الجبهي الصدغي، وذلك من خلال العلاج الدوائي المناسب، العلاج النفسي، الدعم الاجتماعي، والتعاون الأسري. يهدف العمل المشترك بين الفريق الطبي والأسرة إلى تحسين جودة الحياة للمرضى وتوفير الدعم والراحة لأفراد الأسرة. يمكن أن تلعب المنظمات غير الربحية والمؤسسات الصحية دورًا رئيسيًا في توفير المعلومات والموارد والدعم للمرضى والعائلات.

في الختام، مرض الخرف الجبهي الصدغي يعد تحديًا كبيرًا للأفراد المصابين ولأسرهم. يجب علينا أن نعمل بتعاون لتعزيز البحوث والتوعية والتعليم حول هذا المرض وتحسين الرعاية المقدمة للمرضى. قد يكون للعلماء والأطباء والمجتمع بأكمله دور هام في توفير الدعم والعلاج وتحسين جودة حياة المرضى المتأثرين بهذا المرض المزمن.