الخميس 09 مايو 2024

ما العلاقة بين التوتر وآلام الظهر، ومدتها وكيفية علاجها

العلاقة بين التوتر
العلاقة بين التوتر وآلام الظهر وعلاجها

عند شعورك بالتوتر والارتباك تبدأ تظهر عليك أعراض مثل آلام الظهر. حيث تُعد آلام الظهر من المشكلات الصحية الشائعة التي يعاني منها الكثير من الأشخاص في جميع أنحاء العالم. وتعتبر آلام الظهر من المسببات الرئيسية للإعاقة والتأثير السلبي على الجودة الحياتية. 

واحدة من العوامل التي يتم ارتباطها بشكل وثيق بحدوث آلام الظهر هي التوتر. ففي عصرنا الحديث الذي يتسم بوتيرة حياة سريعة وضغوطات متزايدة، يعاني الكثيرون من مستويات عالية من التوتر النفسي والعاطفي.

وسنناقش في هذا المقال العلاقة بين التوتر وآلام الظهر، فضلاً عن مدة ظهور الألم وكيفية علاجه ومجموعة من النصائح والتوجيهات التي تساعدك لتجنب آلام الظهر والتخفيف منها وعلاجها، بالإضافة لتخفيف آثار التوتر السلبية على الصحة الجسدية والنفسية. 

آلام الظهر 

العلاقة بين التوتر وآلام الظهر

تشير الأدلة إلى أن التوتر المزمن يمكن أن يؤدي إلى توتر العضلات وزيادة الحساسية للألم، حيث تظهر الأبحاث أن أحداث الحياة الحرجة يمكن أن تؤدي لتغيرات في الجهاز الحوفي والناقلات العصبية، مما يؤدي إلى الالتهاب وانخفاض تدفق الدم في الأوقات العصبية.

على الرغم من أن آلام الظهر يمكن أن تكون ناجمة عن عدة عوامل، إلا أن التوتر يُعتبر عاملاً هامًا قد يسهم في حدوثها أو تفاقمها. عندما يكون الشخص تحت ضغط نفسي أو عاطفي مستمر، يؤثر ذلك على النظام العصبي والعضلات، مما يؤدي إلى تشنجات وتوتر في عضلات الظهر.

وفي الواقع، هناك دور مباشر للتوتر في تحفيز استجابة النظام العصبي السيمباتيك المعروفة بـ "رد القتال أو الهروب"، وهو الرد الطبيعي للجسم عندما يشعر بالتهديد أو الضغط. وتشمل هذه الاستجابة زيادة إفراز الهرمونات الموجهة للتوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين، مما يزيد من تقلصات العضلات ويعزز حساسية الألم. يؤدي التوتر المستمر إلى ارتفاع مستويات هذه الهرمونات في الجسم، مما يتسبب في تشنجات وتقلصات في عضلات الظهر. وهذا التوتر المفرط يمكن أن يؤدي بدوره إلى آلام الظهر المزمنة.

ماهو شعور آلام الظهر الناتج عن التوتر؟

غالباً ما يتسم بألم أسفل الظهر ويكون إما خفيف أو حاد أو تصلب أو تشنجات عضلية، وقد ينتشر إلى الساقين والأرداف.

مدة استمرار آلام الظهر الناتجة عن التوتر

قد تختلف مدة آلام الظهر المرتبطة بالتوتر تبعاً لعدة عوامل، يمكن أن تختفي من تلقاء نفسها في غضون أيام أو أسابيع قليلة، وإذا لم تتم معالجة التوتر الأساسي، فقد يستمر الألم أو يزداد سوءاً بمرور الوقت.

كيفية علاج آلام الظهر المرتبطة بالتوتر

علاج آلام الظهر 

1. ممارسة التمارين البدنية: قد يكون ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة أحد أفضل الطرق للتخفيف من التوتر وتقوية العضلات المحيطة بالعمود الفقري. تشمل التمارين الفعالة للظهر تمارين التأطير والتمدد وتقوية الأساسية، والتي تعزز الاستقرار والمرونة.

2. العلاج الطبيعي: يمكن أن يساعد العلاج الطبيعي في تخفيف التوتر وتحسين وضعية الجسم والتوزان العضلي. يشمل العلاج الطبيعي تقنيات التدليك، والعلاج بالحرارة والبرد، وتمارين الاستطالة والتقوية الموجهة للظهر.

3. الاسترخاء وتقنيات التنفس: يمكن أن يكون الاسترخاء وتعلم تقنيات التنفس العميق أدوات فعالة للتخفيف من التوتر وتهدئة الجهاز العصبي. تشمل هذه التقنيات التأمل واليوغا والتمارين التوجيهية، حيث يتم تركيز الشخص على تنظيم التنفس وتهدئة العقل والجسم، مما يقلل من التوتر العصبي ويخفف من آلام الظهر المرتبطة به.

4. تحسين وضعية الجلوس والنوم: تعتبر وضعية الجلوس والنوم السليمة أمراً هاماً للحفاظ على صحة الظهر. يجب الجلوس بشكل مستقيم ومع دعم مناسب لمنطقة الظهر والرقبة. أما بالنسبة للنوم، فتوصى باستخدام وسائد مريحة ومناسبة لدعم العمود الفقري.

5. الحد من التوتر النفسي: من الضروري تعلم تقنيات إدارة التوتر النفسي وتطبيقها في الحياة اليومية. يمكن أن تشمل هذه التقنيات التخفيف من التوتر مثل الاسترخاء العضلي التدريجي، وممارسة الهوايات والأنشطة المهدئة مثل القراءة والمشي في الطبيعة، والبحث عن طرق لتحسين التوازن بين العمل والحياة الشخصية.

6. الاستشارة الطبية: في حالة آلام الظهر المزمنة أو الشديدة، قد يكون من الضروري استشارة الطبيب المختص. يمكن أن يوجه الطبيب بإجراء فحوصات إضافية لتشخيص الحالة بدقة وتحديد العلاج المناسب، سواء كان عبارة عن علاج طبي فعلي أو جلسات العلاج الطبيعي.

علاقة التوتر بآلام الظهر

لنتجنب التوتر علينا أن نلتزم ببعض العادات الإيجابية:

✓ ممارسة الرياضة.

✓ اتباع نظام غذائي متوازن.

✓ ممارسة تقنيات الاسترخاء.

✓ التواصل مع الآخرين.

✓ الحصول على قسط كافٍ من النوم.

هل آلام الظهر الناتجة عن التوتر تستدعي القلق؟

نعم، من الممكن أن تتفاقم آلام الظهر الناتجة عن التوتر. عندما يكون الشخص تحت ضغوطات نفسية مستمرة ومستويات التوتر مرتفعة، فإنه يمكن أن يتأثر النظام العصبي والعضلات بشكل سلبي. هذا يؤدي إلى تشنجات وتقلصات في عضلات الظهر، مما يتسبب في ظهور أو تفاقم آلام الظهر.

علاوة على ذلك، التوتر النفسي المستمر يؤثر على استجابة الجسم للألم. يمكن أن يزيد التوتر من حساسية الألم، مما يعني أن الألم الطفيف يمكن أن يصبح أكثر وطأة وتأثيراً عندما يكون الشخص تحت ضغوطات نفسية.

بالإضافة إلى ذلك، التوتر المزمن قد يؤدي أيضاً إلى تغييرات في نمط الحركة والوضعية الجسمية، مما يضع ضغطًا زائداً على العمود الفقري ويزيد من احتمال حدوث آلام الظهر.

لذلك، من المهم التعامل مع التوتر بشكل فعال وتنظيمه، وتبني استراتيجيات للتخفيف منه، حيث يمكن أن يساهم ذلك في تقليل آلام الظهر ومنع تفاقمها.

من هم أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بآلام الظهر الناتجة عن التوتر ؟

آلام الظهر المرتبطة بالتوتر يمكن أن تصيب أي شخص، ولكن هناك بعض الأشخاص الذين قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بها. ومن بين هؤلاء الأشخاص:

التوتر يزيد من آلام الظهر 

1. الأشخاص الذين يعانون من ضغوطات نفسية وعاطفية مستمرة: الضغوط النفسية والعاطفية المستمرة، مثل التوتر الناتج عن العمل، الضغوط الأسرية، أو المشاكل الشخصية، قد تزيد من احتمالية ظهور آلام الظهر.

2. الأشخاص الذين يعانون من قلة النشاط البدني: النشاط البدني ضروري للحفاظ على صحة العضلات والعمود الفقري. قلة النشاط البدني والحياة الجلوس الثابتة يمكن أن يجعل العضلات ضعيفة وغير قادرة على دعم العمود الفقري بشكل صحيح، مما يزيد من احتمالية ظهور آلام الظهر المرتبطة بالتوتر.

3. الأشخاص الذين يعانون من سوء وضعية الجسم: سوء وضعية الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة من الوقت يمكن أن يؤدي إلى توتر وضغط زائد على العضلات والعمود الفقري، مما يزيد من خطر ظهور آلام الظهر.

4. الأشخاص الذين يعانون من ضعف العضلات الأساسية: العضلات الأساسية القوية تلعب دورًا هامًا في دعم العمود الفقري وتوزيع الضغط على الجسم. إذا كانت العضلات الأساسية ضعيفة، فقد يزيد ذلك من احتمالية ظهور آلام الظهر عند تعرض الشخص للتوتر.

تخفيف التوتر وآلام الظهر الناتجة عنه

باختصار، هناك علاقة وثيقة بين التوتر وآلام الظهر. التوتر النفسي والعاطفي المستمر يمكن أن يتسبب في تشنجات وتوتر في عضلات الظهر، مما يؤدي إلى ظهور آلام الظهر. مدة ظهور الألم تختلف من شخص لآخر وتعتمد على عوامل متعددة. لعلاج آلام الظهر المرتبطة بالتوتر، ينصح بممارسة التمارين البدنية المناسبة والاسترخاء وتقنيات التنفس العميق. كما يمكن تحسين وضعية الجلوس والنوم والحد من التوتر النفسي. في حالة آلام الظهر المستمرة، يجب استشارة الطبيب للتشخيص الدقيق وتحديد العلاج المناسب.