الإثنين 06 مايو 2024

تأثير داء السكري على الصحة النفسية وعلاقة السكري مع الاكتئاب

تأثير داء السكري
تأثير داء السكري على الصحة النفسية وعلاقة السكري مع الاكتئاب

هل هنالك دور للاكتئاب في رفع مستويات السكر في الدم وما هو تأثير داء السكري على الصحة النفسية؟ نعم قد تظن في البداية أنه لا يمكن أن يكون هنالك تأثير للسكري على الصحة النفسية، لكن داء السكري له تأثير على الصحة النفسية وقد يؤدي إلى مشاكل في الصحة العقلية. يُعتبر الاكتئاب أحد الأمراض النفسية التي قد تكون مرتبطة بالسكري.

 الأشخاص المصابين بداء السكري قد يواجهون ضغوطا نفسية ناتجة عن تحكم السكر في الدم والحفاظ على نمط حياة صحي وتناول الأدوية بانتظام. كما أنهم يمكن أن يشعروا بالقلق والإجهاد بسبب مضاعفات السكري المحتملة وضرورة التعامل معها. 

بالإضافة إلى ذلك، هناك دراسات تشير إلى أن هناك علاقة ثنائية بين الاكتئاب ومستويات السكر في الدم. فعندما يكون الشخص مصابا بالاكتئاب، فإنه قد يشعر بنقص في الحيوية والميل للحركة، مما يؤدي إلى نقص في مستويات النشاط البدني. وهذا بدوره يؤثر على تحكم الجسم في مستويات السكر في الدم وقد يؤدي إلى زيادة تلك المستويات.

على العموم، من المهم أن يتعاون الأشخاص المصابون بداء السكري مع فريق الرعاية الصحية المختص للحفاظ على صحتهم العقلية والجسدية. قد يُوصى للأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية نفسية بالحصول على دعم نفسي أو علاج نفسي لمساعدتهم في التعامل مع التحديات النفسية المرتبطة بداء السكري. لذا، سيكون هذا المقال عن تأثير داء السكري على الصحة النفسية وعلاقة السكري مع الاكتئاب. 

السكري والاكتئاب 

ماهو تأثير داء السكري على الصحة النفسية ؟

داء السكري يمكن أن يؤثر على الصحة النفسية بعدة طرق، سنذكر أهمها فيما يلي مع بعض النصائح الهامة للحفاظ على صحة الجسم والعقل:

1. الضغط النفسي والقلق: قد يواجه الأشخاص المصابون بداء السكري ضغوطاً نفسية نتيجة الحاجة لمراقبة مستويات السكر في الدم واتباع نظام غذائي محدود والتعامل مع مضاعفات المرض. هذا الضغط النفسي المستمر والقلق قد يؤثر على الحالة النفسية ويزيد من احتمالات الاكتئاب والتوتر النفسي.

2. الاكتئاب: هناك علاقة ثنائية بين الاكتئاب وداء السكري، حيث يعاني الأشخاص المصابون بالسكري من احتمالية أعلى للإصابة بالاكتئاب بالمقارنة مع الأشخاص الذين ليسوا مصابين به. الاكتئاب يمكن أن يؤثر على مستويات الطاقة والمزاج والتحفيز، مما يجعل من الصعب على الأشخاص الحفاظ على اتباع نظام صحي والقيام بالعناية الذاتية اللازمة لإدارة مرض السكري.

الاكتئاب 

3. اضطرابات الأكل: قد يواجه بعض الأشخاص المصابين بداء السكري اضطرابات الأكل مثل الشهية المفرطة أو الشهية المنخفضة. قد يتسبب ذلك في تقلبات في مستويات السكر في الدم وتأثير سلبي على الحالة النفسية.

4. انعدام القدرة على التعامل: قد يشعر البعض من المصابين بداء السكري بالإحباط والانزعاج من الحاجة المستمرة لمراقبة مستويات السكر في الدم وتناول الأدوية والمحافظة على نمط حياة صحي. قد يؤدي هذا الشعور إلى انعدام القدرة على التعامل بشكل فعال مع المرض ويؤثر على العلاقات الاجتماعية للأشخاص المصابين. قد يشعرون بالعزلة أو الانطواء على النفس نتيجة الحاجة المستمرة للعناية الذاتية وتفادي بعض الأنشطة الاجتماعية بسبب القلق من تأثيرها على مستويات السكر في الدم. قد يكون هناك أيضاً تحديات في التعامل مع التوعية والتفهم من قبل الآخرين بشأن السكري، مما يزيد من الضغط النفسي.

5. المضاعفات الصحية: قد يؤدي تأثير السكري على الصحة الجسدية إلى زيادة خطر الإصابة بمضاعفات صحية خطيرة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والأعصاب والكلى. تلك المضاعفات الصحية المحتملة يمكن أن تزيد من الضغط النفسي وتؤثر على الحالة النفسية بشكل عام.

6. الاستجابة للعلاج: قد يؤثر الحالة النفسية على استجابة الشخص للعلاج والالتزام بالتوصيات الطبية المتعلقة بداء السكري. قد يصعب على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية نفسية الالتزام بنظام غذائي صحي وممارسة الرياضة وتناول الأدوية بشكل منتظم، مما يزيد من تحديات إدارة السكري.

الاكتئاب والصحة النفسية 

من المهم أن يتم توفير الدعم النفسي والاجتماعي للأشخاص المصابين بداء السكري، سواء من خلال الدعم العائلي والأصدقاء أو من خلال الاستعانة بفرق الرعاية الصحية المختصة. يمكن أن يشمل العلاج النفسي والتوجيه النفسي واكتساب المهارات اللازمة للتعامل مع التحديات النفسية المرتعاملة مع داء السكري. يمكن أن يساعد الاستشاري النفسي في تطوير استراتيجيات التحكم في التوتر والقلق، وتعزيز التفاهم والمرونة في التعامل مع المرض، وتحسين الصحة النفسية بشكل عام.

هناك أيضا توجهات علاجية مثل التدريب السلوكي المعرفي والاسترخاء والتأمل والتدريب على التحفيز الذاتي، التي يمكن أن تساعد في تقليل التوتر وتحسين التحكم في السكر في الدم.

هل هنالك علاقة بين الاكتئاب وارتفاع نسبة السكر في الدم؟ 

نعم، هناك علاقة بين الاكتئاب وارتفاع مستويات السكر في الدم. عندما يكون الشخص مصابا بالاكتئاب، فإنه قد يشعر بنقص في الحيوية والميل للحركة، مما يؤدي إلى نقص في مستويات النشاط البدني. هذا النقص في النشاط البدني والقدرة على التحرك يؤثر على تحكم الجسم في مستويات السكر في الدم.

بشكل عام، عندما يكون لديك مستويات منخفضة من النشاط البدني، فإن الجسم يستخدم أقل كمية الجلوكوز (السكر) في الدم لتوليد الطاقة، مما يؤدي إلى زيادة مستويات السكر في الدم. هذا الارتفاع في مستويات السكر في الدم يمكن أن يكون خاصة بارزاً في الأشخاص الذين يعانون من داء السكري.

ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن العلاقة بين الاكتئاب ومستويات السكر في الدم معقدة، حيث يمكن أن يتأثر الاكتئاب بعوامل أخرى مثل التغذية غير الصحية وزيادة الوزن وقلة النشاط البدني، وجميعها تسهم في زيادة مستويات السكر في الدم.

خلاصة عن علاقة داء السكري بالاكتئاب

↫ المُصاب بالداء السكري من النمط الأول أو الثاني يكون معرض بشكل أكبر للاكتئاب، حيث يمكن أن تشكل جهود السيطرة على الداء السكري ضغطا نفسياً يؤدي إلى ظهور أعراض الاكتئاب، وقد يسبب الداء السكري مضاعفات ومشاكل صحية، مما قد يفاقم أعراض الاكتئاب.

↫ كما أن المصاب بالاكتئاب يكون معرّض للإصابة بداء السكري من النمط الثاني، حيث يتسبب الاكتئاب في اتخاذ قرارات ضارة تتعلق بأسلوب الحياة، وهذه القرارات قد تشمل الأكل غير الصحي وقلة ممارسة الرياضة والتدخين وزيادة الوزن. وكلها من العوامل المسببة للإصابة بداء السكري. 

كما يمكن أن يؤدي الاكتئاب إلى صعوبة أداء المهام والتواصل مع الآخرين والتفكير السليم. ويمكن أن تكون نتيجة ذلك صعوبة السيطرة على داء السكري على نحو فعال.

تأثير الاكتئاب على رفع مستويات السكر في الدم 

لذلك إذا كنت تشعر بأعراض الاكتئاب أو تعتقد أن لديك مشاكل صحية نفسية تؤثر على مستويات السكر في الدم، فمن المهم أن تستشير طبيبك لتقييم حالتك والحصول على الدعم والعلاج اللازم.

بصفة عامة، يجب على الأشخاص المصابين بداء السكري أن يسعوا لتحسين صحتهم العقلية والجسدية من خلال الاهتمام بالنظام الغذائي المتوازن وممارسة النشاط البدني بانتظام، والالتزام بجدول منتظم للفحوصات الطبية واتباع نصائح الأطباء المعالجين. كما يمكن الاستفادة من دعم المجتمع المحلي والانضمام إلى مجموعات الدعم لمشاركة الخبرات والمعلومات مع الآخرين الذين يعانون من نفس الحالة.

لذا، لا تتردد في طلب المساعدة من الفريق الطبي الخاص بك إذا كنت تواجه تحديات صحية نفسية نتيجة داء السكري.