الجمعة 26 أبريل 2024

اخر الاخبار السياسية العربية اليوم 18/4/2023 .. اخبار السودان اليوم

اخبار السودان اليوم
اخبار السودان اليوم

اخر الاخبار السياسية العربية اليوم 18/4/2023 .. اخبار السودان اليوم .. كانت بلا شك المواجهات التي اندلعت في الخرطوم ومناطق أخرى بالسودان تعود بشكل مباشر إلى صراع السلطة بين ممثلي القيادة العسكرية في البلاد.

في حين ان المشهد الحالي، يشهد احتدام الصراع في كثير من المناطق الاستراتيجية في العاصمة بين عناصر من قوات الدعم السريع شبه العسكرية وجنود الجيش النظامي.

نائب رئيس مجلس السيادة في السودان محمد حمدان دقلو

حيث ان هناك جيشان يتنافسان على السلطة ويثبتان وجودهما، مكونان رئيسيان للصراع الداخلي في السوادن. هذا البلد المنهك اقتصاديًا وسياسيًا يشهد تصاعد التوترات في لحظة يأمل البعض بتحقيق تسوية تعيد الحكم للمدنيين.

هل ستكون هذه المواجهة مجرد عاصفة سريعة تعيد البلاد إلى مسار التحول السياسي؟ أم أنها ستقود السودان نحو حرب أهلية مدمرة؟ من يقف وراء البرهان وحميدتي، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي؟ ومن سينتصر في النهاية؟

خلفيات الصراع الدائر

تجلى عدم التوصل إلى توافق سياسي بين الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني والحاكم الفعلي للبلاد، ونائبه، قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف بـ"حميدتي"، في تصاعد التوترات حتى بلوغ نقطة اللاعودة. ففي صباح السبت 15 أبريل/نيسان 2023، اشتعلت مواجهات مسلحة ضارية بين الجانبين في مواقع متفرقة بالعاصمة الخرطوم ومناطق محيطة، وصولاً إلى القصر الجمهوري.

منذ الانقلاب الذي وقع في تشرين الأول/أكتوبر 2021، تولى مجلس السيادة الحكم السودان. وفي قلب الصراع كان هناك قائدان عسكريان بارزان: عبد الفتاح البرهان، قائد القوات المسلحة والرئيس الفعلي للبلاد، ومحمد حمدان دقلو "حميدتي"، النائب المباشر وقائد قوات الدعم السريع.

و واجه الزعيمان خلافات بشأن مسار البلاد في عدة قضايا، مثل مقترح الانتقال إلى حكم مدني، وتنظيم القيادة للقوات والتجنيد فيما يتعلق بقوات الدعم السريع، بالإضافة إلى مسائل تتعلق بإصلاح الجيش والتخلص من مؤيدي النظام السابق الذين يتواجدون بداخله. وكانت إحدى النقاط الرئيسية العالقة بين حميدتي والبرهان هي الخلاف حول خطة دمج قوات الدعم السريع، التي تضم ما يقرب من 100 ألف عنصر، ضمن الجيش وتحديد قيادة القوة الجديدة بعد التوحيد. 

وتتواصل النقاط الخلافية بين البرهان وحميدتي مثل قيادة القوات والتجنيد لقوات الدعم السريع، بالإضافة إلى مسائل تتعلق بإصلاح الجيش والتخلص من مؤيدي النظام السابق الذين يتواجدون بداخله.

ما سبب الخلاف بين عبد الفتاح البرهان وحميدتي؟

عبد الفتاح البرهان وحميدتي


تفيد الكثير من التحليلات العسكرية والمدنية بأن علامات التصاعد بين عبد الفتاح البرهان وحميدتي كانت ظاهرة على مدار الفترة السابقة، ورغم العديد من مساعي الوساطة بينهما، لم يتمكن أحد من كبح جماح هذا النزاع.

حيث أن الصراع الحالي يأتي بعد سلسلة من المشاكل التي أعقبت إقالة الرئيس عمر البشير من السلطة في عام 2019 بعد احتجاجات شعبية كبيرة داخل البلاد، التي طالبت بإنهاء حكمه الذي استمر لما يقارب ثلاثة عقود، حيث قام الجيش  في السودان بتنظيم انقلاب للإطاحة به.

مع ذلك، استمر المدنيون في المطالبة بمشاركتهم في عملية الانتقال إلى الديمقراطية. تم تشكيل حكومة تشاركية بين المدنيين والعسكريين، لكنها تعثرت بعد انقلاب عسكري آخر وقع في تشرين الأول/أكتوبر 2021.

منذ هذا الانقلاب الذي قاده عبد الفتاح البرهان، استمر تحالف غير مستقر بين البرهان وحميدتي، حيث تم استبدال الحكومة الانتقالية المدنية بقيادة الجيش في عموم البلاد. بالإضافة إلى ذلك، يمكن القول أن لكل من البرهان وحميدتي مصادر سلطة وثروة متنوعة ورعاة دوليين مختلفين.

فبصفته قائد القوات المسلحة السودانية، يتمتع البرهان بسيطرة على مجمع عسكري صناعي ضخم، وهو محل تقدير من قبل الدول المجاورة للسودان على رأسهم مصر، وعمل أيضا تحت رئاسة الرئيس السابق عمر البشير الذي تمت الإطاحة به في عام 2019.

بينما يتحكم حميدتي، الذي كان يترأس الميليشيات الجنجويد المشهورة بسمعتها السيئة في دارفور والمعروفة حالياً بقوات الدعم السريع، في مناجم الذهب بالمنطقة المضطربة ويتمتع بدعم واضح من قبل دولة الإمارات.

مالذي قد يحدث تالياً

من المحتمل أن يسبب استمرار القتال داخل السودان في تصاعد الاضطرابات وتعقيد الأزمة السياسية داخل البلاد. وسيكون من الصعب بالنسبة للدبلوماسيين الذين لعبوا دورًا مهمًا في دعم العودة إلى الحكم المدني، إيجاد طريقة لإقناع الجنرالين بالتوجه نحو المفاوضات.
وفي غضون هذا الصراع المجهول، سيواجه الشعب السوداني مرحلة جديدة من عدم اليقين والترقب.

معلومات عن السودان

موقع السودان على الخريطة

دولة السودان هي دولة عربية إفريقية تقع في الشمال الشرقي من القارة الإفريقية، وتحدها من الشمال مصر، ومن الشرق البحر الأحمر، وفي الجنوب يتموضع جنوب السودان، وإلى الغرب تشاد، وللشمال الغربي ليبيا، كما أن لديها شريطا ساحليا مع البحر الأحمر، وهو منفذ هام لأغراض التجارة. وتغطي مساحة حوالي 1.9 مليون كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها حوالي 44 مليون نسمة. 

يتحدث السودانيون اللغة العربية كلغة رسمية، بالإضافة إلى اللغات الإنجليزية والنوبية والفرنسية وغيرها. يتوزع سكان السودان على مجموعة من القبائل والمجموعات العرقية، مثل العرب والبشارية والنوبيين والفرسان والدنقلاويين والجبلية وغيرها.

ماذا عن الإقتصاد

كانت الأزمة الاقتصادية المتفاقمة هي الشرارة التي أدت لسقوط الرئيس السوداني السابق عمر البشير. ففي الفترة الأخيرة، شهد السودان انخفاضًا حادًا في قيمة العملة ونقصًا متكررًا في الخبز والوقود، ما دفع المواطنين إلى الخروج في الشوارع للاحتجاج على الوضع الراهن.

مشهد من الاحتجاجات داخل السودان

بعد سقوط الرئيس الأسبق عمر البشير، تولى مجلس السيادة الحكم في السودان وسارعت الحكومة الانتقالية إلى تنفيذ إصلاحات قاسية وسريعة بإشراف صندوق النقد الدولي، حيث كانت الأولوية القصوى هي جذب التمويل الأجنبي وتخفيف الديون. وبالفعل، نجحت الحكومة في جذب التمويل الأجنبي وتخفيف الديون، إلا أنها اضطرت إلى زيادة الأسعار بشكل كبير مما أدى إلى ارتفاع التضخم إلى مستويات قياسية تجاوزت 400 في المئة.

وفي غضون ذلك، يشكو معظم السودانيون في الاونة الأخيرة من صعوبة تدبير أمورهم المعيشية في ظل ارتفاع الأسعار والتضخم العالي، وهو ما دفعهم إلى تنظيم احتجاجات متكررة ضد الحكومة. ومع استمرار الوضع الاقتصادي المتدهور، تظل الأوضاع في السودان غير مستقرة وتواجه العديد من التحديات الكبيرة.