هل تعاني من صعوبة النوم مع التقدم في العمر و لماذا؟

لماذا لا ننام كما كنا في الماضي حكاية صعوبة النوم مع التقدم في العمر
هل تتذكر تلك الأيام التي كنت تنام فيها فورا بمجرد أن تضع رأسك على الوسادة تلك اللحظات التي كان فيها النوم بالنسبة لك مثل رحلة قصيرة تبدأ بأغماض العينين وتنتهي في عالم الأحلام بالطبع كانت أيام رائعة! ولكن هل لاحظت مع مرور الوقت أن النوم لم يعد بهذه السهولة الآن مع تقدمنا في العمر أصبح النوم أشبه بمهمة معقدة تمر خلالها ساعات طويلة وأنت تقلب الوسادة وتفكر في كل شيء من أحوال الطقس إلى مصير حياتك!
الساعة البيولوجية... هل فقدت قدرتها على التوقيت
في شبابنا كانت الساعة البيولوجية تعمل كما لو كانت ساعة حائط دقيقة. ولكن مع التقدم في العمر تصبح تلك الساعة أقرب إلى جهاز قديم يرفض العمل كما يجب. يصعب عليك أن تغفو في الوقت الذي تريد فيه فتجد نفسك مستيقظا في الساعة الثالثة صباحا وأنت تفكر لماذا لا أستطيع النوم هل هذا بسبب الأرق أم أنني ببساطة مشغول بمشاكل الحياة
إنه أمر طبيعي! فمع تقدم العمر يتغير إيقاع الساعة الداخلية. عادة ما يفضل كبار السن الاستيقاظ مبكرا لكنهم في الوقت ذاته يواجهون صعوبة في النوم العميق. إذا كنت تجد نفسك تستيقظ في الساعة الخامسة صباحا فاعلم أن هذه ظاهرة شائعة مع تقدم العمر. تبدأ الهرمونات المسؤولة عن النوم مثل الميلاتونين في التراجع ويصبح النوم أخف وأقل راحة.
ميلاتونين... أين ذهب
ميلاتونين هو هرمون النوم الذي يساعد الجسم على الاسترخاء والتأقلم مع الظلام. ولكن مع التقدم في العمر تبدأ مستويات هذا الهرمون في الانخفاض بشكل طبيعي. كنت تستطيع النوم لثماني ساعات متواصلة في الماضي لكن الآن لم يعد الأمر كما كان. بدلا من أن تنغمس في نوم هادئ وعميق تجد نفسك تستيقظ مرارا وتكرارا. ربما تشعر أنك في سباق مع الزمن كلما حاولت العودة إلى النوم بعد الاستيقاظ المفاجئ.
آلام الجسم... هل تستيقظ أكثر بسببها
هل تجد أن الألم في جسدك أصبح شريكك الجديد في الليل من آلام المفاصل إلى الصداع غالبا ما يعاني كبار السن من مشاكل صحية تؤثر على جودة النوم. آلام الظهر التهاب المفاصل وأمراض القلب قد تصبح أسوأ أثناء الليل مما يجعلك تشعر أن النوم أصبح معركة حقيقية. أضف إلى ذلك مشاكل مثل اضطراب التنفس أثناء النوم مثل توقف التنفس أثناء النوم التي تؤدي إلى فترات متكررة من الاستيقاظ ليلا.
إذا كانت لديك مشاكل صحية تؤثر على نومك لا تتردد في زيارة الطبيب لمناقشة الخيارات العلاجية أو العلاجات الطبيعية التي قد تخفف من الألم وتساعدك على النوم بشكل أفضل.
العوامل النفسية والقلق... هل تعيش في دائرة لا تنتهي من التفكير
لا تنس أن القلق والتوتر يمكن أن يكون لهما تأثير كبير على نومك. مع التقدم في العمر تبدأ الأسئلة الكبيرة مثل ماذا سيحدث لي في المستقبل وهل سأتمكن من الحفاظ على صحتي في غزو عقلك مع حلول الليل. القلق المستمر يمكن أن يعطل نومك ويجعل من الصعب أن تجد الاسترخاء الكامل الذي تحتاجه.
الأدوية... هل هي الحل
إذا كنت تعتقد أن الأدوية هي الحل فأنت لست وحدك. الكثير من الأشخاص يلجأون إلى الأدوية المنومة عند مواجهة مشاكل النوم لكن المشكلة تكمن في أنها قد تكون الحل المؤقت. نعم قد تساعدك في النوم لعدة ساعات لكن هل ستستيقظ وأنت تشعر بالانتعاش في بعض الحالات قد تسبب الأدوية المهدئة آثارا جانبية مثل التعب والدوار في اليوم التالي.
الليل... نحن نحاول أن نكون نشيطين لكن
قد تجد أن النوم لا يأتي رغم محاولاتك الجادة في أن تجعل يومك مليئا بالنشاط. في شبابك كنت تمارس الرياضة طوال اليوم وتعود إلى المنزل في المساء لتسقط على سريرك وكأنك انهيت ماراثونا. لكن مع تقدم العمر قد تزداد صعوبة الحفاظ على نفس مستوى النشاط. ومع قلة النشاط البدني تصبح القدرة على الاسترخاء في الليل أصعب مما يزيد من معاناتك في النوم.
إليك بعض الحلول لعودة النوم العميق
لكن لا داعي للقلق! على الرغم من أن صعوبة النوم قد تصبح جزءا من حياتك إلا أنه هناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكنك تجربتها لتحسين نومك.
1. اجعل روتينك الليلي أكثر هدوءا
حاول أن تبدأ في إبطاء وتيرة حياتك في المساء. بدلا من متابعة الأخبار أو تصفح مواقع التواصل الاجتماعي حتى وقت متأخر حاول القراءة أو الاستماع إلى موسيقى هادئة. الاسترخاء قبل النوم يمكن أن يساعد على تهدئة عقلك وجسمك ويجعلك أكثر استعدادا للنوم.
2. لا تفرط في تناول الكافيين أو الأطعمة الثقيلة قبل النوم
الكافيين يمكن أن يبقيك مستيقظا طوال الليل. حاول أن تبتعد عن تناول القهوة أو الشاي في المساء. كما أن الأطعمة الثقيلة أو الدهنية قد تؤدي إلى عسر الهضم وتسبب انزعاجا خلال النوم. تناول عشاء خفيف قبل ساعتين من النوم سيكون الخيار الأفضل.
3. النشاط البدني المنتظم
التمرين هو أحد الحلول السحرية لتحسين النوم. لا يلزمك أن تكون رياضيا محترفا بل مجرد المشي لمدة 30 دقيقة في اليوم يمكن أن يكون كافيا لتحسين نوعية نومك. النشاط البدني يساعد الجسم على الاسترخاء في المساء.
4. تقنيات التنفس والاسترخاء
تعلم تقنيات التنفس العميق أو تمارين الاسترخاء مثل التأمل أو اليوغا قد يساعد كثيرا في تهدئة الأعصاب وتحفيز النوم. مجرد الاستلقاء وتطبيق التنفس العميق لمدة خمس دقائق قبل النوم قد يكون له تأثير مذهل على نومك.
5. تحسين بيئة النوم
تأكد من أن غرفة نومك هي بيئة مريحة للنوم. استخدم ستائر سميكة لمنع الضوء حافظ على درجة حرارة الغرفة باردة قليلا وتأكد من أن السرير مريح. يمكنك أيضا استخدام جهاز صوت أبيض white noise أو موسيقى هادئة للمساعدة في التغطية على أي أصوات مزعجة قد تؤثر على نومك.
خلاصة القول... النوم لم يخلق للتمرد
صحيح أن النوم قد يصبح أكثر صعوبة مع تقدم العمر لكن الحقيقة أن النوم يحتاج إلى بعض الرفق والعناية. على الرغم من أن هناك تحديات إلا أن هناك دائما أمل. يمكن التغلب على صعوبة النوم باتباع بعض العادات الصحية وتخصيص وقت للاسترخاء والراحة. لا تدع الأرق يصبح رفيقك الدائم. مع بعض التعديلات البسيطة قد تعود تلك الليالي الطويلة التي تقضيها في أحلامك. إذا اغلق عينيك واستمتع برحلة النوم فأنت تستحق ذلك!