الأحد 20 أبريل 2025

انقطاع كبير للتيار الكهربائي يضرب كوبا

موقع أيام نيوز

انقطاع التيار الكهربائي في كوبا: تحديات وأسباب وتداعيات

في الآونة الأخيرة، شهدت كوبا انقطاعًا واسع النطاق للتيار الكهربائي، مما أدى إلى غرق البلاد في الظلام وتأثر حياة الملايين من سكانها. هذا الانقطاع، الذي يُعد الرابع من نوعه خلال ستة أشهر، يسلط الضوء على التحديات التي تواجهها البنية التحتية الكهربائية في كوبا.

تفاصيل الانقطاع الأخير

في مساء يوم الجمعة، حوالي الساعة 8:15 مساءً، تعرضت كوبا لاڼهيار في شبكة الكهرباء الوطنية بسبب عطل في محطة أنطونيو جوتيراس الحرارية في إقليم ماتانزاس، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن معظم أنحاء البلاد، بما في ذلك العاصمة هافانا.
استمر الانقطاع لأكثر من 36 ساعة، مما أثر على الخدمات الأساسية مثل الاتصالات، الإنترنت، وإمدادات المياه، وأدى إلى توقف العديد من الأنشطة اليومية.

أسباب الانقطاعات المتكررة

تعود أسباب هذه الانقطاعات المتكررة إلى عدة عوامل:

  • البنية التحتية المتهالكة: تعتمد كوبا على محطات توليد كهرباء حرارية قديمة، تعاني من نقص الصيانة والتحديث، مما يجعلها عرضة للأعطال المتكررة.
  • نقص الوقود: تعاني البلاد من نقص في الوقود اللازم لتشغيل محطات التوليد، وذلك نتيجة للعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، مما يزيد من صعوبة توفير إمدادات كهربائية مستقرة.
  • الأزمات الاقتصادية: تفاقمت الأزمة الاقتصادية في كوبا بسبب جائحة كوفيد-19، التضخم، وتشديد العقوبات الأمريكية، مما أدى إلى تراجع الاستثمارات في قطاع الطاقة وتدهور الخدمات الأساسية.

تأثير الانقطاع على الحياة اليومية

أثر انقطاع التيار الكهربائي بشكل كبير على حياة المواطنين في كوبا:

  • الخدمات الأساسية: توقفت خدمات الهاتف والإنترنت، مما أدى إلى عزلة العديد من السكان عن العالم الخارجي. كما تأثرت إمدادات المياه بسبب توقف محطات الضخ.
  • القطاع الصحي: واجهت المستشفيات تحديات كبيرة في تقديم الرعاية الطبية، خاصة مع اعتمادها على الكهرباء لتشغيل المعدات الحيوية.
  • حفظ الأغذية: تسبب الانقطاع في تلف كميات كبيرة من الأغذية المخزنة في المنازل والمتاجر، مما زاد من حدة الأزمة الغذائية في البلاد.

ردود فعل المواطنين

أثار الانقطاع استياءً واسعًا بين المواطنين، حيث خرج البعض في احتجاجات للمطالبة بتحسين الخدمات الأساسية ومعالجة الأزمات المتكررة في قطاع الكهرباء. عبّر المواطنون عن قلقهم من تدهور الأوضاع المعيشية وتأثير ذلك على حياتهم اليومية.

جهود الحكومة لمعالجة الأزمة

في محاولة للتصدي للأزمة، اتخذت الحكومة الكوبية عدة خطوات:

  • استئجار محطات طاقة عائمة: قامت كوبا باستئجار محطات طاقة عائمة من تركيا لتعزيز قدرات التوليد الكهربائية وتخفيف حدة الانقطاعات.
  • الاستثمار في الطاقة المتجددة: تسعى الحكومة إلى بناء 92 محطة للطاقة الشمسية بحلول عام 2028 بهدف تحقيق الاستقلالية في مجال الطاقة وتوفير مصادر مستدامة للكهرباء.
  • تحديث البنية التحتية: تخطط السلطات لتحديث محطات التوليد القديمة وتحسين شبكات النقل والتوزيع للحد من الأعطال المستقبلية.

تحديات الاستثمار في الطاقة المتجددة

على الرغم من أن كوبا تسعى لتطوير مشاريع الطاقة المتجددة، فإنها تواجه عدة تحديات في هذا المجال:

  • التمويل المحدود: تمثل قلة الموارد المالية عقبة أمام تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة في الوقت المناسب.
  • التكنولوجيا المتقدمة: تحتاج كوبا إلى الحصول على تقنيات حديثة ومتقدمة في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وهو ما يصعب تحققه في ظل العقوبات الاقتصادية.

التحديات المستقبلية

على الرغم من الجهود المبذولة، تواجه كوبا تحديات كبيرة في مجال الطاقة:

  • التمويل: تعاني البلاد من نقص الموارد المالية اللازمة لتنفيذ مشاريع التحديث والبناء الجديدة في قطاع الطاقة.
  • العقوبات الاقتصادية: تؤثر العقوبات المفروضة على كوبا على قدرتها في الحصول على المعدات والتقنيات الحديثة اللازمة لتطوير قطاع الكهرباء.
  • الكوارث الطبيعية: تتعرض كوبا للأعاصير والكوارث الطبيعية التي تزيد من تدهور البنية التحتية وتعيق جهود الإصلاح.

الخلاصة

تعكس أزمة انقطاع التيار الكهربائي في كوبا التحديات العميقة التي تواجهها البلاد في مجال البنية التحتية والطاقة. يتطلب تجاوز هذه الأزمة جهودًا مشتركة من الحكومة والمجتمع الدولي لدعم مشاريع التحديث والاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة، بهدف تحقيق استقرار مستدام في إمدادات الكهرباء وتحسين جودة حياة المواطنين.