الأحد 20 أبريل 2025

ما علاقة ولادة طفل مصاپ بالتوحد مع تناول الحامل السكريات و الدهون بكثرة

موقع أيام نيوز

ما علاقة ولادة طفل مصاپ بالتوحد مع تناول الحامل السكريات و الدهون بكثرة

فيما يلي مقال مطول يتناول العلاقة المحتملة بين الإفراط في تناول السكريات والدهون أثناء الحمل وخطړ إصابة الطفل بالتوحد مع التركيز على أهم الدراسات والتوصيات

يعد التوحد Autism أحد الاضطرابات النمائية التي تؤثر في قدرة الطفل على التواصل الاجتماعي وتطوير المهارات اللغوية والسلوكية، ومع تزايد أعداد الأطفال المشخصين باضطرابات طيف التوحد عالميا كثرت الأبحاث التي تبحث في الأسباب المحتملة وراءه سواء كانت وراثية أم بيئية، ومن بين العوامل التي بدأ تسليط الضوء عليها مؤخرا دور النظام الغذائي للمرأة الحامل خصوصا ما يتعلق بالإفراط في تناول السكريات والدهون خلال فترة الحمل وما إذا كان لذلك تأثير مباشر أو غير مباشر على صحة الجنين واحتمالية إصابته بالتوحد لاحقا.

 تأثير النظام الغذائي للأم على صحة الجنين

يؤكد خبراء الصحة أن مرحلة الحمل من أكثر المراحل حساسية في حياة المرأة إذ تتشكل لدى الجنين معظم الأعضاء الحيوية ويبنى جهازه العصبي في هذه الفترة، لذا فإن أي خلل أو نقص في العناصر الغذائية الضرورية أو زيادة مفرطة في عناصر ضارة يمكن أن يؤثر سلبا في نمو الجنين، وبما أن الدهون والسكريات تعد من أكثر المكونات المٹيرة للجدل غذائيا فقد صارت محور أبحاث عديدة ترصد تداعيات تناولها بشكل مفرط خلال الحمل.

 العلاقة المحتملة بين تناول الدهون والسكريات والتوحد

 1. زيادة الالتهاب في الجسم

أحد التفسيرات المطروحة هو أن الإفراط في تناول الدهون والسكريات قد يرفع معدلات الالتهاب في الجسم، فالوجبات السريعة والمشروبات الغازية والحلويات المصنعة تحتوي على كميات كبيرة من السكر المكرر والدهون المشبعة وهي عناصر ترتبط بزيادة المؤشرات الالتهابية، وحين يحدث ذلك لدى المرأة الحامل قد تنتقل التأثيرات الالتهابية عبر المشيمة إلى الجنين مما يؤثر في نمو دماغه والجهاز العصبي لديه.

 2. اختلال التوازن الغذائي

عندما تركز الحامل على الوجبات الغنية بالدهون والسكريات غالبا ما تهمل عناصر أساسية أخرى مثل الفيتامينات والمعادن والأحماض الدهنية المفيدة مثل أوميغا 3، وقد يؤدي هذا الاختلال في التوازن الغذائي إلى التأثير في العمليات البيولوجية الخاصة بتطور دماغ الجنين مثل تكوين الخلايا العصبية والروابط بينها.

 3. ارتفاع معدلات السكر في الډم

بالإضافة إلى ذلك يؤدي استهلاك كميات كبيرة من السكريات إلى ارتفاع متكرر في مستوى السكر في الډم، هذا الارتفاع قد يساهم في زيادة مقاومة الأنسولين وظهور سكري الحمل لدى بعض النساء، ووفقا لبعض الدراسات فإن النساء المصابات بالسكري سواء سكري الحمل أو النوع الثاني قد يكن أكثر عرضة لإنجاب أطفال يعانون من اضطرابات نمائية بما فيها التوحد.

 دراسات طبية داعمة

أجريت عدة أبحاث في دول مختلفة للبحث في هذه العلاقة المحتملة من أبرزها دراسة علمية في الدنمارك خلصت إلى أن الإفراط في تناول الدهون والسكريات أثناء الحمل قد يزيد من مخاطر إصابة المولود باضطرابات عصبية بما فيها التوحد ومتلازمة فرط النشاط ونقص التركيز ADHD، وأظهرت البيانات أن احتمالية الإصابة بالتوحد قد ترتفع بنسبة تصل إلى 122 لدى الأطفال الذين تناولت أمهاتهم أطعمة غنية بالدهون والسكريات على نحو مفرط خصوصا في المراحل المبكرة والمتوسطة من الحمل.

وتشير هذه الأبحاث إلى أن التركيز على ما يسمى النظام الغذائي الغربي Western Diet الذي يتضمن الوجبات السريعة والمشروبات المحلاة بكثافة قد يكون له أثر واضح في زيادة احتمالية إصابة الطفل بمشاكل في النمو العصبي، كما تطرقت دراسات أخرى إلى دور العوامل المرافقة مثل الټدخين واستهلاك الكحول إضافة إلى سوء التغذية عموما وجميعها عوامل قد تزيد من نسبة الخطړ.

 نصائح غذائية للحوامل للحد من المخاطر

1. تقليل الدهون المشبعة والسكريات 

 ينصح بتقليل تناول الأطعمة السريعة والحلويات المصنعة والمشروبات الغازية، إذ تحتوي هذه المنتجات على نسب عالية من الدهون المشبعة والسكريات البسيطة التي تؤثر سلبا في التوازن الغذائي.

2. زيادة تناول الفواكه والخضراوات 

 الفواكه والخضراوات غنية بالفيتامينات والمعادن والألياف التي يحتاجها الجسم خلال الحمل، كما تساهم في تقليل مخاطر الالتهاب ودعم صحة الجهاز العصبي للجنين.

3. اختيار الدهون الصحية 

 يفضل الحصول على الدهون من مصادر صحية مثل الأسماك الدهنية كالسلمون والسردين الغنية بأحماض أوميغا 3 والمكسرات والبذور وزيت الزيتون، إذ تساهم هذه الدهون في دعم نمو الدماغ لدى الجنين.

4. مراجعة الطبيب بانتظام 

 يستحسن إجراء فحوصات دورية للسكر في الډم خصوصا لدى من لديهن تاريخ عائلي للإصابة بالسكري، وفي حال تشخيص سكري الحمل يجب اتباع توصيات الطبيب للسيطرة على مستويات السكر والوقاية من المضاعفات.

5. ممارسة نشاط بدني معتدل 

 يساعد النشاط البدني الخفيف أو المتوسط على تنظيم مستوى السكر في الډم والحفاظ على وزن صحي خلال الحمل ما قد ينعكس إيجابا على صحة الجنين ويقلل من مخاطر الاضطرابات العصبية.

وفي الختام وفي ضوء ما تقدم تظهر دلائل متزايدة على أن نمط التغذية لدى الحوامل قد يكون عاملا مؤثرا في احتمالية ولادة طفل مصاپ بالتوحد أو اضطرابات نمائية أخرى، وعلى الرغم من أن هذه الدراسات ما زالت في طور الاستقصاء فإن الوقاية تظل أفضل من العلاج، لذا من الضروري أن تعتني المرأة الحامل بجودة نظامها الغذائي مع التركيز على التنويع في مصادر الطعام والابتعاد عن السكريات والدهون المضرة، وفي النهاية لا يمكن الجزم بأن الطعام وحده مسؤول عن حالات التوحد إذ تلعب العوامل الوراثية والبيئية دورا مهما أيضا، إلا أن اتباع نظام غذائي متوازن سيظل من الأسس الجوهرية لصحة الأم والطفل معا ومن شأنه أن يوفر للجنين أفضل الظروف الممكنة للنمو والتطور بشكل سليم.