الجمعة 17 مايو 2024

العناد عند الأطفال

10 طرق ناجحة للتعامل مع الطفل العنيد

الطفل العنيد
الطفل العنيد

الطفل العنيد.. تعدّ الطفولة مرحلةً حيوية في حياة الإنسان، حيث يتشكل الكثير من سمات الشخصية والسلوك. ومن بين تلك السمات، يبرز طفل العناد ككيانٍ مميز يستحق الانتباه. إن الطفل العنيد هو تلك الطفل الذي يبدي مقاومةً وتمسّكًا برغباته ورأيه الخاص، متجاهلاً غالبًا ما يتم طلبه منه. يمتاز الطفل العنيد بإصراره الشديد وقدرته على التعبير عن رغباته بطرق قوية وصاخبة، مما يتسبب في تحديات للأهل والمربّين.

يشكل التعامل مع الطفل العنيد تحديا كبيرا للأهل 

يعتبر الطفل العنيد تحدّ للبيئة المحيطة به، فهو يرغب في إظهار استقلاليته والتحكم في القرارات التي تؤثر على حياته. قد يتجاهل القواعد والتوجيهات، ويتبنى موقفًا معارضًا تجاه السلطة الواقعة عليه. ومع ذلك، يعكس العناد عند الطفل أيضًا رغبة الطفل في التعبير عن ذاته والتأثير في العالم المحيط به.

تعد فهم أسباب وطبيعة العناد عند الطفل أمرًا هامًا للوالدين، حيث يمكنهم التعامل بشكل فعّال مع هذا السلوك. قد يكون العناد ناتجًا عن الحاجة للتأكيد على الذات أو التعامل مع الاضطرابات العاطفية أو الاستجابة للتغيرات في البيئة. بفهم الأسباب والاحتياجات الخاصة بالطفل العنيد، يمكن للأهل وضع استراتيجيات فعّالة لمساعدته على تطوير مهارات التواصل وإدارة العواطف.

أسباب عناد الأطفال

يمكن أن تكون هناك عدة أسباب وراء العناد عند الأطفال. قد تشمل بعض الأسباب التالية:

إثبات الذات: يستخدم الطفل العنيد العناد كوسيلة لتأكيد هويته واستقلاليته. يحاول الطفل أن يعبر عن إرادته الخاصة ويظهر قدرته على اتخاذ القرارات بنفسه.

الحاجة إلى الاستقلال: يسعى الطفل العنيد لتحقيق درجة أعلى من الاستقلالية والتحكم في حياته. يرغب في أن يفعل الأشياء بطريقته الخاصة دون التبعية عن الكبار.

التعبير عن الاحتياجات والرغبات: يمكن أن يعبر الطفل العنيد عن احتياجاته ورغباته المختلفة بطرق قوية وصاخبة، حيث يشعر أن هذا السلوك هو الوسيلة الوحيدة للتعبير عن ما يريد بشكل فعّال.

الاستجابة للتغيرات: يمكن أن يتطور العناد عند الطفل في مواجهة التغيرات البيئية أو الحياتية مثل انتقال الطفل إلى بيئة جديدة أو ولادة أخ أو أخت جديدة. يعبر الطفل عن مقاومة لهذه التغييرات من خلال العناد.

لفت الانتباه والحاجة إلى الاهتمام: قد يلجأ الطفل العنيد إلى استخدام العناد كوسيلة لجذب الانتباه والاهتمام من الكبار. يدرك أن العناد يجعل الآخرين يلاحظونه ويركزون عليه.

احتواء الطفل وبناء علاقة جيدة معه أول خطوة للتعامل مع العناد

كيفية التعامل مع الطفل العنيد

التعامل مع الطفل العنيد بشكل صحيح يتطلب صبرًا وتفهمًا. فيما يلي بعض الاستراتيجيات التي يمكنك اتباعها للتعامل مع الطفل العنيد:

• اظهار التفهم والاهتمام: حاولي أن تفهمي مشاعر واحتياجات الطفل العنيد. قد يكون هناك سبب معين وراء سلوكه، فحاولي التواصل معه بصورة دافئة ومهتمة لتعزيز الثقة والتواصل الجيد.

• ضعي حدودًا وقواعد واضحة: قد يستفيد الطفل العنيد من وضع حدود وقواعد واضحة للسلوك. قومي بشرح التوقعات بطريقة واضحة وعادلة، وتأكد من أن الطفل يفهمها جيدًا.

• قدّمي خيارات محدودة: منح الطفل خيارات محدودة يمكنه اختيارها يعطيه شعورًا بالتحكم والاستقلالية. على سبيل المثال، يمكنك أن تعرضي له خيارًا بين اثنين أو ثلاثة أنشطة يمكنه اختيار إحداها.

• استخدام تقنيات التهدئة: عندما يبدأ الطفل في العناد أو التصرف بطرق غير مقبولة، استخدمي تقنيات التهدئة مثل التنفس العميق أو توجيهه للتركيز على شيء آخر. قد تساعد هذه التقنيات في تهدئة الطفل وتحويل انتباهه.

• تقديم التشجيع والثناء: قومي بتشجيع الطفل وتقديم الثناء عندما يظهر سلوكًا إيجابيًا أو يلتزم بالقواعد. يشعر الطفل بالاعتراف والتقدير عندما يحظى بتشجيع من الكبار.

بعض النقاط الإضافية التي يمكن أن تساعد في التعامل مع الطفل العنيد:

• استخدام الحوار والتواصل الفعال: حاولي التحدث إلى الطفل بصورة واضحة وهادئة واستخدم الحوار لفهم مشاعره ومخاوفه. قد يساعدك التواصل الفعال على إيجاد حلول وتخفيف التوترات.

• كوني قدوة إيجابية: قد تكون سلوكياتك وتفاعلك مع الطفل نموذجًا يحتذى به. حاولي أن تكون قدوة إيجابية عن طريق التعامل مع الصعوبات بصبر وروية، واستخدمي استراتيجيات فعّالة للتحكم في غضبك أو توترك.

• قومي بتوفير فرص للتعبير الإيجابي عن العاطفة: قد يحتاج الطفل العنيد إلى وسائل للتعبير عن العواطف بطرق بناءة. اعطيه فرصة  للتعبير عن مشاعره بطرق إيجابية، مثل الرسم أو اللعب أو الكتابة.

• كوّني تحالفًا مع الطفل: حاولي بناء علاقة قوية وصحية مع الطفل من خلال إظهار الدعم والحب والاهتمام. عندما يشعر الطفل بأنه مدعوم ومفهوم، قد يكون عنادًا.

• استشارة الأخصائيين: إذا كنت تواجهين صعوبة في التعامل مع الطفل العنيد وتجد صعوبة في فهم سلوكه والتأثير عليه، فقد يكون من الجيد استشارة اختصاصيين في مجال التربية أو الصحة النفسية للحصول على المساعدة والإرشاد.

اطلبي مساعدة من اخصائيي السلوك في حال عدم قدرتك على التعامل مع طفلك العنيد

في ختام المقال، يمكننا القول إن التعامل مع الطفل العنيد يتطلب صبرًا وتفهمًا من الوالدين. يجب أن يتذكروا أن العناد عند الطفل هو سلوك طبيعي في مرحلة الطفولة وأنه ليس عيبًا في الشخصية ويجب أن تتركز الجهود على فهم الأسباب والاحتياجات الخاصة بالطفل وتوفير بيئة داعمة ومحفزة له.

التواصل الفعال وتقديم الحب والاهتمام والتشجيع يمكن أن يساهم في تطوير مهارات الطفل الاجتماعية والعاطفية وإدارة السلوك. يمكن استخدام القواعد والحدود الواضحة وتوفير خيارات محدودة لمنح الطفل شعورًا بالتحكم والاستقلالية.

إذا واجه الوالدان صعوبات في التعامل مع الطفل العنيد، ينصح بالاستعانة بالمتخصصين في مجال التربية أو الصحة النفسية للحصول على المساعدة .

في النهاية، يجب على الوالدين أن يتذكروا أن الطفل العنيد يمكن أن يكون إشارة إلى شخصية قوية وعزيمة لديها القدرة على تحقيق النجاح في المستقبل إذا تم التعامل معها بشكل صحيح.