الجمعة 19 أبريل 2024

البرازيل تطلق قانون "فينيسيوس جونيور" لمحاربة العنصرية في الملاعب

فينيسيوس جونيور
فينيسيوس جونيور

أثارت العنصرية التي لاقاها النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور مؤخرا في الملاعب الاسبانية استياء كبير في البرازيل، مما دفع مجلس النواب في ريو دي جونيرو إلى إقرار هذا القانون الذي تمت تسميته باسمه

 في رسالة واضحة للسلطات في اوروبا عموماً، واسبانيا خصوصاً ؛ لحثهم على إصدار القوانين التي تجرم العنصرية في الملاعب، وتحمي اللاعبين من هكذا تصرفات لا إنسانية .


مجلس النواب في ريو دي جونيرو يقر قانون فينيسيوس جونيور لمحاربة العنصرية

فينيسيوس جونيور بقميص البرازيل
النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور

في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها البرازيل من أجل مكافحة ومحاربة العنصرية في الملاعب، صادق مجلس النواب في ريو دي جونيرو  في البرازيل على إقرار قانون محاربة العنصرية في الملاعب وكافة الأحداث الرياضية، وأطلق عليه اسم " قانون فينيسيوس جونيور " في خطوة داعمة للنجم البرازيلي الذي يتعرض لحملات عنصرية كبيرة في الليجا الإسبانية من قبل جماهير الفريق الخصم، لاسيما في المباراة التي جمعت فريقه ريال مدريد ضد فالنسيا في إطار الجولة "35" من الليجا التي انتهت مؤخراً بتتويج برشلونة باللقب.
وكانت هذه المباراة قد شهدت حملة عنصرية مكثفة من جماهير فريق فالنسيا ضد نجم البرازيل وفريق ريال مدريد فينيسيوس جونيور الذي بدا عليه الغضب والحزن الكبيرين، وكاد يغادر أرضية الملعب من شدة تأثره لولا تدخل مدربه وزملائه، في مشهد إنساني لاقى حملة تعاطف كبيرة مع اللاعب الشاب، واستنكار لتصرفات جمهور فالنسيا اللاإنسانية.

وحسب مصادر محلية في البرازيل فإن هذا القانون يتضمن  إلغاء أو إيقاف أي مباراة في البرازيل يحصل فيها هجمة عنصرية، كما نظّم إجراءات تطبيق هذا القانون-الذي أقره مجلس النواب- ببتروكول عمل يرشد السلطات في طريقة التعامل مع مثل هكذا تصرفات، تتيح لها التوجه للنيابة العامة، وإحالة المخالفين العنصريين للمحاكم المختصة

وكانت قضية العنصرية التي طالت البرازيلي فينيسيوس جونيور قد أحدثت ضجة كبيرة في البرازيل، مما دفع الرئيس البرازيلي شخصياً لإدانتها على العلن، وتوجيه طلبات رسمية للسلطات في إسبانيا لتحمل مسؤولياتها، وحماية فيني جونيور من هكذا تصرفات مشينة

فيما استجاب اتحاد كرة القدم الإسباني لهذه الضغوط بالإعلان عن مباراة كرة قدم ستلعب في 2024  تحمل عنوان "بشرة واحدة" وستجمع منتخبي اسبانيا والبرازيل ، فيما سمته حملة لمناهضة العنصرية في ملاعب كرة القدم.

العنصرية في ملاعب كرة القدم

العنصرية في كرة القدم
من حالات العنصرية المتكررة في الملاعب

صرّح صاحب فكرة  هذا القانون أن قانون فينيسيوس جونيور يهدف إلى تكريس سياسة احترام الخصوم بغض النظر عن لون بشرتهم عبر إنشاء بروتوكول معتمد يعالج الحالات العنصرية في الملاعب.

وأشار إلى ارتفاع معدل العنصرية في ملاعب كرة  القدم البرازيلية  بنسبة تقارب 40% في العام المنصرم، لذلك فإن هذا القانون هو ضرورة ملحة لكبح هذه التصرفات، مؤكد نية ولاية ريو دي جونيرو على إنشاء حملات توعوية بين شوطي المباراة للحد من هذه الظاهرة اللاإنسانية، إضافة إلى القيام بخطوات جادة في سبيل دعم ضحايا العنصرية.

ويعد النجم الشاب فينيسيوس جونيور (22 عامًا) من أبرز المواهب في ريال مدريد ومنتخب البرازيل، ويتوقع الكثير من خبراء كرة القدم أن يكون له مستقبل مشرق يجعله يعتلي عرش الكرة العالمية مستقبلاً

وتعتبر العنصرية في ملاعب كرة القدم -لاسيما الأوربية- حالة  لا إنسانية تنتشر بين الجماهير، وتجعلهم بين الفترة والأخرى يلجأون إلى استفزاز لاعبي الخصوم من أصحاب البشرة السمراء بعبارات وحركات غير أخلاقية؛ بهدف السخرية منهم والتأثير على مستواهم، حتى أنه في حالات معينة يلجأ فيها هذا الجمهور إلى استفزاز لاعبي فرقهم عند عدم رضاهم عن تصرف قاموا به، أو فرصة  أهدروها.

إن تكرر هذه التصرفات العنصرية في الملاعب الأوربية جعل الكثيرين يتساءلون عن جدية الادعاءات الأوربية المستمرة بحماية حقوق الإنسان، ودعا آخرون إلى ضرورة وضع عقوبات صارمة ورادعة تحمي اللاعبين وتعاقب المخالفين بأقسى أنواع العقوبات، للوصول تدريجياً إلى إلغاء نهائي لهذه الظاهرة.