الثلاثاء 23 أبريل 2024

الحروق الكيميائية ما هي وكيف تتم معالجتها؟

الحروق الكيميائية
الحروق الكيميائية ما هي وكيف تتم معالجتها

تعتبر الحروق الكيميائية إصابات خطيرة يمكن أن تحدث نتيجة لتعرض الجلد أو الأنسجة الحساسة للمواد الكيميائية الضارة. قد تحدث الحروق الكيميائية في المنزل، أماكن العمل، أو في حوادث الصناعة. إن التعامل السليم والسريع مع الحروق الكيميائية يمكن أن يقلل من الضرر ويساعد على تحقيق الشفاء السريع. 

الحروق الكيميائية هي إصابات تحدث نتيجة تعرض الجلد أو الأنسجة للمواد الكيميائية الضارة، سواء كانت قوية أو سامة. قد تشمل هذه المواد المواد القاطعة، القواعد، الأحماض، الأساليب العضوية، وغيرها. تختلف خطورة الحروق الكيميائية حسب نوع المادة وتركيزها، ومدة التعرض، ومساحة الجلد المتأثرة. يتسبب التعرض للمواد الكيميائية في تلف الأنسجة والتسبب في أذى وألم شديدين. في هذا المقال، سنتناول تعريف الحروق الكيميائية ونسلط الضوء على كيفية معالجتها.

الحروق الكيميائية على الجلد

ما هي أكثر المواد التي تسبب حروق كيميائية؟

تعتبر الحموض القوية مثل حمض الكبريتيك وحمض النيتريك وحمض الهيدروكلوريك من أكثر المواد التي تسبب حروق كيميائية، كما يمكن أن تسبب بعض المواد القلوية مثل الصودا الكاوية والأمونيا حروقاً خطيرة على الجلد.

ما هو التصرف المناسب تصرف في حالة الحروق الكيميائية؟ 

عند التعامل مع حروق كيميائية، يجب اتباع الخطوات التالية:

1. السلامة الشخصية: قبل أي شيء، يجب تأمين سلامتك الشخصية وضمان أنك آمن من المخاطر الكيميائية القائمة. ارتدِ القفازات والنظارات الواقية والملابس المناسبة للحماية من المواد الكيميائية.

2. غسل المنطقة المتأثرة: يجب أن تشطف المنطقة المتأثرة فوراً بكمية كبيرة من الماء لإزالة المواد الكيميائية عن الجلد. يفضل استخ خدام الماء البارد لتهدئة الألم وتقليل امتداد الحروق إلى مناطق أخرى. يجب أن يكون تدفق الماء مستمرًا لمدة 15-20 دقيقة على الأقل. تجنب استخدام الماء الساخن أو الماء البارد جداً، حيث يمكن أن يتسببان في تفاقم الإصابة.

3. إزالة الملابس والمواد الملوثة: في حالة وجود ملابس ملوثة بالمواد الكيميائية، قم بإزالتها بعناية وبسرعة. يُفضل قص القطعة الملوثة بدلاً من سحبها عبر الرأس أو الجسم، حتى لا تتسبب في توسع المنطقة المتأثرة. قم بشطف الجسم بالماء بعد إزالة الملابس لضمان إزالة أي بقايا من المواد الكيميائية.

4. تقييم الإصابة والتقدير الأولي: بعد غسل المنطقة المتأثرة، قم بتقييم الحرق وتحديد شدته ومدى الأذى للجلد. إذا كانت الحروق خطيرة وتشمل مناطق واسعة أو تتسبب في تشوه الجلد، فمن المهم الحصول على الرعاية الطبية العاجلة.

5. تطبيق المواد الملطفة: يُنصح بتطبيق مواد ملطفة على الحروق الكيميائية لتخفيف الألم وتهدئة الجلد. يمكن استخدام مستحضرات خاصة مثل كريمات الألوة فيرا أو كريمات المرطبات الملطفة. تجنب استخدام المواد التي قد تسبب تهيجا أو تفاقم الحالة.

أسباب الحروق الكيميائية 

6. الحصول على الرعاية الطبية: في حالة حروق كيميائية شديدة أو عميقة، يجب الحصول على الرعاية الطبية الفورية. يمكن أن يقدم الأطباء العلاج المناسب للحروق، مثل تنظيف الجرح وتطبيق مراهم خاصة لتعزيز عملية الشفاء وتقديم أدوية مضادة للالتهابات أو تنشيط النمو الخلوي. يمكن أيضًا أن يوجه الطبيب في بعض الحالات إلى العلاجات المتخصصة مثل زرع الجلد أو العلاج بالليزر للتخلص من ندبات الحروق الناتجة عن الحروق الكيميائية الشديدة.

بالإضافة إلى العلاج الطبي، ينبغي على المصابين بالحروق الكيميائية الالتزام بالرعاية الذاتية المنتظمة. يجب الحفاظ على المنطقة المصابة نظيفة وجافة، وتغطيتها بضمادة غير لاصقة لتجنب التلوث. يتعين على الشخص تجنب التعرض للشمس المباشرة واستخدام واقي الشمس للحماية من الأشعة فوق البنفسجية، حيث أن البشرة المصابة قد تكون أكثر حساسية.

لا ينصح بمعالجة الحروق الكيميائية بشكل ذاتي أو الاعتماد على المنتجات العشوائية المتوفرة في السوق دون استشارة الطبيب. قد يؤدي التدخل غير الصحيح إلى تفاقم الحالة وتعقيدات أخرى. لذلك، يجب الاتصال بمقدم الرعاية الصحية المختص لتقييم الحرق وتوجيه العلاج المناسب.

متى تستدعي الحروق الكيميائية الذهاب للمستشفى؟

تختلف شدة الحروق الكيميائية وعلاجها حسب نوع المادة الكيميائية ومستوى التعرض لها. في الحالات الشديدة، يجب الذهاب للمستشفى على الفور. ومن بين الأعراض التي تستدعي الذهاب للمستشفى: 

- حروق عميقة أو واسعة

- حروق على الوجه أو العينين أو الفم

- حروق على المفاصل أو الأطراف

علاج الحروق الكيميائية في المنزل 

- حروق تغطي أكثر من 10٪ من سطح الجسم

- صعوبة في التنفس أو ضيق في الصدر

- ارتفاع درجة الحرارة أو الحمى

- الشعور بالدوار أو فقدان الوعي. 

إذا كانت الحروق خفيفة، يمكن علاجها في المنزل باستخدام ماء بارد وغسل المنطقة المصابة بالماء والصابون، وتطبيق كريم مرطب. ومع ذلك، يجب استشارة الطبيب إذا استمرت الأعراض أو تفاقمت.

هل الحروق الكيميائية خطيرة ؟

نعم، الحروق الكيميائية يمكن أن تكون خطيرة. تعتمد خطورتها على نوع المادة الكيميائية، تركيزها، مدة التعرض، ومنطقة الجسم المصابة. تعد الحروق الكيميائية من الإصابات الخطيرة التي يمكن أن تسبب آثارًا مدمرة على الجلد والأنسجة تحت الجلد.

عندما يتعرض الجسم للمواد الكيميائية الضارة، فإنها قد تسبب تآكلاً للأنسجة، وتلفًا للأعصاب والأوعية الدموية، واحتمالية التسبب في عوارض نظامية بالجسم. قد تتسبب الحروق الكيميائية في تشوهات وتغيرات مستديمة في الجلد وندوب.

علاج الحروق الكيميائية 

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تسبب الحروق الكيميائية مضاعفات صحية خطيرة مثل التسمم الكيميائي والصدمة والاختلالات الكهرليتية. لذلك، يجب معالجة الحروق الكيميائية بجدية وسرعة، والحصول على الرعاية الطبية المناسبة لتقييم الإصابة وتوجيه العلاج المناسب.

من المهم أن يكون الوعي العام حول خطورة الحروق الكيميائية عاليا، وأن يتم اتخاذ تدابير الوقاية المناسبة لتجنب التعرض للمواد الكيميائية الضارة. كما يجب أن يتلقى المهنيون العاملون في المجالات التي تتطلب التعامل مع المواد الكيميائية تدريبًا وتوجيهًا صحيحًا للحد من حوادث الحروق الكيميائية. 

هل الحروق الكيميائية تسبب سرطان الجلد ؟

لا، الحروق الكيميائية لا تسبب سرطان الجلد مباشرة، ولكنها يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح وفي الوقت المناسب. على سبيل المثال، إذا تم تعريض الجلد للحموض القوية لفترة طويلة دون علاج فوري، فقد يتطور التهاب جلدي يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد في المستقبل. لذلك، يجب على الأشخاص الذين يتعرضون للحروق الكيميائية الحصول على العلاج اللازم واتباع التعليمات الطبية لتجنب أي مضاعفات محتملة. 

في النهاية، يجب أن يتم التعامل مع الحروق الكيميائية بجدية واحترام. يتطلب الأمر استشارة الأطباء المتخصصين والالتزام بتوجيهاتهم للحصول على الرعاية اللازمة وتحقيق الشفاء السريع والكامل. توعية الناس حول مخاطر المواد الكيميائية وتدابير السلامة المناسبة يمكن أن تساهم في الوقاية من الحروق الكيميائية وتقليل حوادثها.