السبت 20 أبريل 2024

أكبر كارثة طبيعية في تاريخها... حرائق الغابات في كندا تلتهم الأخضر واليابس

حرائق الغابات في
حرائق الغابات في كندا 2023

ماتزال حرائق الغابات في كندا مستمرة لليوم السابع توالياً، وتلتهم كل ما يقف في طريقها مما دفع السطات الكندية لدق ناقوس الخطر، وصرحت حكومة البرتا بالأمس أن مساحة الأراضي التي التهمتها النيران تبلغ مساحتها 500 ألف فدان وهو مايعادل مساحة مدينة مكسيكو سيتي ممايدل على خطورة هذا الحريق

هذه النيران التي لم تتوقف رغم برودة الجو وهطول الأمطار، وكانت مقاطعة البرتا التي حدثت فيها الحرائق قد اعلنت حالة الطورئ في وقت سابق عقب اندلاع أكثر من 100الف حريق في تلك المقاطعة مما أدى إلى خروج عشرات الآلاف من منازلهم.

بداية الكارثة وامتداد النيران

حرائق الغابات في كندا
حرائق الغابات في كندا المستمرة منذ أكثر من 7 أيام

وقد اندلعت النيران بالقرب من بلدة فورت مكموري شمال البرتا في يوم الأحد الماضي في السادسة مساء حسب التوقيت المحلي للبلدة، وسرعان ما امتدت وتوسعت  مما دفع سكان البلدة لمغادرتها بصعوبة علماً أن عددهم هو 88 الف نسمة.

ونقل عن مسؤول بإدارة الإطفاء أن النيران تتعاظم وتتجه نحو الجنوب الشرقي بالقرب من إقليم ساسكاتشوان المجاور، وأضاف أنه على الرغم من وجود بعض التجمعات السكانية قرب الحريق إلا أنها لا تقع في مساره.

وما زاد من ضراوة النيران واشتعال الحرائق هبوب الرياح التي بلغت سرعتها 60 كم في الساعة، كما قالت هيئة الإذاعة الكندية إن الرماد الذي نجم عن الحريق سقط على أنحاء من ساسكاتشوان.

ويقدر عدد رجال الأطفاء في فورت ماكموري ومحيطها بأكثر من 500 من رجل إطفاء  إضافة لـ15 طائرة هليكوبتر و14 ناقلة جوية، إضافة إلى استدعاء وحدات من الجيش للمساعدة في إخماد النيران المشتعلة في غابات كندا إلا ان الظروف الجوية السيئة  مازالت تعيق جهودهم.

الخسائر الهائلة الناجمة عن الحرائق

حرائق الغابات في كندا
محاولات رجال الأطفاء لإخماد النيران 

وأصدرت حكومة البرتا بالأمس بيان قالت فيه: إن مساحة الحريق التي بلغت 500 ألف فدان في تزايد مستمر، وتعد فورت ماكموري مركز منطقة الرمال النفطية في كندا، وحسب تقديرات الخبراء فإن نصف إنتاج الخام من الرمال النفطية قد توقف، وهو مايعادل مليون برميل يومياً.

وتشير الدلائل إلى أن هذه الحرائق تتجه لأن تصبح أكبر كارثة طبيعية في تاريخ كندا من حيث التكاليف، وصرّح أحد المحللين لرويترز أن خسائر التأمين زادت عن 7 مليارات دولار، وهو ما يعادل 9 مليارات كندية.

فيما اكدت السلامة العامة  ان التكلفة الاقتصادية الناتجة عن حرائق الغابات  تتجه لأن  تتخطى تكاليف فيضانات ألبرتا في عام 2013 التي بلغت نحو ستة مليارات دولار كندي.

وأدت الحرائق إلى إغلاق حوالي 12 حديقة بالكامل في غرب كندا، كماسبب الدخان المنبعث من النيران في رداءة نوعية الهواء وانخفاض الرؤية في كثيرمن المدن في أمريكا الشمالية.وصنفت جودة الهواء في وقت سابق ببعض مناطق مدن ألبرتا على أنها "عالية الخطورة جدًا"  

الوضع الإنساني لسكان مناطق الحرائق

كارثة طبيعية في كندا
تلتهم النيران كل مايقف بطريقها مما دفع السكان للنزوح

وينتظر آلاف النازحين الذين يخيمون في بلدات مجاورة للحرائق العودة لمنازلهم ، ولكن خط سير النيران وكثافتها لاتبشر بخير، بل على العكس تماماً، ربما يكون موعد عودتهم لديارهم بعيداً للغاية،  ونصح بعض المسؤولين النازحين بالاتجاه نحو مدن مثل كالياريالتي تبتعد عن أماكن النيران 655 كيلومترلتلقي خدمات اجتماعية وصحية، ومساعدتهم.

وذكر رئيس هيئة الإطفاء في تسجيل فيديو تم بثه على  الانترنت بالأمس: إن السكان يعانون من التكتم وقلة الاخبار التي تصلهم، وقال نحن نقدر أنكم محبطون لأننا لانملك معلومات عن منازلكم، هي عملية معقدة، ولكن نعدكم أننا سنعمل بجدية.

وكانت مقاطعة ألبرتا في وقت سابق قد أعلنت حالة الطوارئ، مما أدى لخروج الآلاف من منازلهم، كما طلبت من باقي السكان الاستعداد للإخلاء في أي وقت.

 


 .