الطلاق والاطفال .. ما الآثار النفسية التي يخلفها الطلاق على طفلك؟

الطلاق والاطفال عندما ينتهي الزواج ، يجد بعض الآباء أنفسهم يسألون أسئلة مثل ، " هل يجب أن نبقى معًا من أجل الأطفال؟" بينما يجد الآباء الآخرون الطلاق خيارهم الوحيد.

قد يكون لدى جميع الآباء الكثير من المخاوف في أذهانهم - من مستقبل وضعهم المعيشي إلى عدم اليقين بشأن ترتيبات الحضانة - إلا أنهم قد يقلقون كثيرًا بشأن كيفية تعامل الأطفال مع الطلاق.

 ما هي الاثار النفسية للطلاق على الاطفال ؟

الموضوع يعتمد على مجموعة عوامل.. في حين أن الطلاق يمثل ضغطًا على جميع الأطفال، فإن بعض الأطفال يتعافون بشكل أسرع من غيرهم. 

الخبر السار هو أنه يمكن للوالدين اتخاذ خطوات للحد من الآثار النفسية للطلاق على الأطفال. يمكن لبعض استراتيجيات الأبوة والأمومة الداعمة أن تقطع شوطًا طويلاً لمساعدة الأطفال على التكيف مع التغييرات التي يسببها الطلاق

نصائح للحد من الخسائر النفسية للطلاق على الأطفال

لماذا السنة الأولى هي الأصعب؟

كما قد تتوقعين، وجدت الأبحاث أن الأطفال يعانون أكثر من غيرهم خلال العام أو العامين الأولين بعد الطلاق فمن المحتمل أن يعاني الأطفال من الضيق والغضب والقلق وعدم التصديق.

لكن يبدو أن العديد من الأطفال يتعافون في حال اعتادوا على التغييرات في روتين حياتهم اليومية وأصبحوا مرتاحين مع ترتيبات معيشتهم. ومع ذلك ، لا يبدو أن البعض الآخر يعود إلى الوضع الطبيعي أبدًا. قد تواجه هذه النسبة الصغيرة من الأطفال مشاكل مستمرة - وربما تستمر مدى الحياة - بعد طلاق والديهم.

الأثر العاطفي للطلاق

يخلق الطلاق اضطرابًا عاطفيًا لجميع أفراد الأسرة ، ولكن بالنسبة للأطفال ، يمكن أن يكون الموقف مخيفًا ومربكًا ومحبطًا :

غالبًا ما يكافح الأطفال الصغار لفهم سبب وجوب الانتقال بين منزلين. قد يقلقون من أنه إذا توقف آباؤهم عن حب بعضهم البعض يومًا ما ، فقد يتوقف آباؤهم عن حبهم.
قد يشعر أطفال المدارس الابتدائية بالقلق من أن الطلاق هو خطأهم او قد يخشون أنهم أساءوا التصرف أو يفترضون أنهم فعلوا شيئًا خاطئًا.
قد يغضب المراهقون بشدة من الطلاق والتغييرات التي يحدثها و يلومون أحد الوالدين على فسخ الزواج أو يشعرون بالاستياء من أحد الوالدين أو كليهما بسبب الاضطرابات في الأسرة.
كل حالة فريدة من نوعها وفي الظروف القاهرة، قد يشعر الطفل بالارتياح من الانفصال - إذا كان الطلاق يعني عددًا أقل من الخلافات او العنف وضغطًا أقل.

كيف تخبري طفلك أنك ستتزوجين مرة أخرى؟

يعني الطلاق عادة أن الأطفال يفقدون الاتصال اليومي بأحد الوالدين - الأب في أغلب الأحيان حيث يؤثر انخفاض الاتصال على الرابط بين الوالدين والطفل ، ووفقًا لورقة بحثية نُشرت في عام 2014 ، وجد الباحثون أن العديد من الأطفال يشعرون بقرب أقل من آبائهم بعد الطلاق. 3

يؤثر الطلاق أيضًا على علاقة الطفل مع الوالد الحاضن - غالبًا الأمهات. غالبًا ما يبلغ مقدمو الرعاية الأولية عن مستويات أعلى من التوتر المرتبط بالوالد الوحيد.  كما أشارت دراسة نُشرت في عام 2013 إلى أن الأمهات غالبًا ما يكونن أقل دعمًا وأقل حنانًا بعد الطلاق. بالإضافة إلى ذلك ، يصبح انضباطهم أقل اتساقًا وأقل فعالية. 

بالنسبة لبعض الأطفال ، لا يعد انفصال الوالدين هو الجزء الأصعب عوضاً عن ذلك ، فإن الضغوط المصاحبة هي التي تجعل الطلاق أكثر صعوبة. تغيير المدارس، والانتقال إلى منزل جديد ، والعيش مع والد واحد يجعل الطفل يشعر أكثر بالارهاق

المصاعب المالية شائعة أيضًا بعد الطلاق. يتعين على العديد من العائلات الانتقال إلى منازل أصغر أو تغيير الأحياء وغالبًا ما يكون لديهم موارد مادية أقل.

المخاطر التي تواجهها العائلات بعد الطلاق

مخاطر الطلاق

يعاني العديد من الأطفال من تغييرات مستمرة في أسرهم. يمكن أن تكون إضافة زوج الأم وربما العديد من الاخوة غير الاشقاء تعديلًا كبيرًا آخر. وفي كثير من الأحيان يتزوج كلا الوالدين مرة أخرى ، مما يعني العديد من التغييرات للأطفال.
معدل الفشل في الزواج الثاني أعلى حتى من الزواج الأول وبالتالي يعاني الكثير من الأطفال من حالات الانفصال والطلاق المتعددة على مر السنين ونذكر من مخاطر الطلاق

1- امراض عقليه
قد يزيد الطلاق من خطر الإصابة بمشاكل الصحة العقلية لدى الأطفال والمراهقين بغض النظر عن العمر والجنس والثقافة، يعاني أطفال الوالدين المطلقين من مشاكل نفسية متزايدة. 

قد يؤدي الطلاق إلى اضطراب في التكيف عند الأطفال يزول في غضون بضعة أشهر. ولكن ، وجدت الدراسات أيضًا أن معدلات الاكتئاب والقلق أعلى لدى الأطفال من الآباء المطلقين.

2- مشاكل السلوك
قد يعاني الأطفال من العائلات المطلقة من مشاكل خارجية ، مثل اضطرابات السلوك ، والانحراف ، والسلوك الاندفاعي أكثر من الأطفال من العائلات ذات الوالدين  بالإضافة إلى المشكلات السلوكية المتزايدة ، قد يواجه الأطفال أيضًا مزيدًا من الصراع مع أقرانهم بعد الطلاق.

3- ضعف الأداء الأكاديمي
الأطفال من العائلات المطلقة لا يؤدون دائمًا أداءً أكاديميًا جيدًا. ومع ذلك ، أشارت دراسة نُشرت في عام 2019 إلى أن الأطفال من العائلات المطلقة يميلون إلى مواجهة مشاكل في المدرسة إذا كان الطلاق غير متوقع ، في حين أن الأطفال من العائلات التي يُرجح أن الطلاق لم يكن لديهم نفس النتيجة. 

4- سلوكيات المخاطرة
المراهقون ذوو الوالدين المطلقين هم أكثر عرضة للانخراط في سلوك محفوف بالمخاطر ، مثل تعاطي المخدرات والنشاط الجنسي المبكر. في الولايات المتحدة ، يشرب المراهقون ذوو الوالدين المطلقين الكحول في وقت مبكر ويبلغون عن تعاطي الكحول والتبغ والمخدرات بنسبة أعلى من أقرانهم.

 وفقًا لدراسة نُشرت في عام 2010 ، كان المراهقون الذين انفصل آباؤهم عندما كانوا في الخامسة من العمر أو أقل معرضين بشكل خاص لخطر النشاط الجنسي قبل سن 16 عامًا .

5- مساعدة الأطفال على التكيف
قد يواجه البالغون الذين تعرضوا للطلاق أثناء الطفولة مزيدًا من الصعوبات في العلاقة. معدلات الطلاق أعلى بالنسبة للأشخاص الذين كان والديهم مطلقين. 10   يلعب الآباء دورًا رئيسيًا في كيفية تكيف الأطفال مع الطلاق. فيما يلي بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تقلل من الخسائر النفسية التي يلحقها الطلاق بالأطفال:

السلام بين الوالدين
لقد ثبت أن الخلاف الشديد بين الوالدين يزيد من معاناة الأطفال. تم ربط العداء العلني ، مثل الصراخ وتهديد بعضنا البعض ، بمشاكل سلوكية لدى الأطفال. 3   لكن التوتر البسيط قد يزيد أيضًا من ضيق الطفل. إذا كنت تكافح من أجل مشاركة أحد الوالدين مع زوجك السابق ، فاطلب المساعدة المهنية.

تجنب وضع الأطفال في المنتصف
إن مطالبة الأطفال باختيار الوالد الذي يفضلونه أكثر أو إرسال رسائل إليهم للآباء الآخرين ليس مناسبًا. الأطفال الذين يجدون أنفسهم عالقين في الوسط هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق.

6- حافظي على علاقات صحية
قد يساعد التواصل الإيجابي ودفء الوالدين وانخفاض مستويات الصراع الأطفال على التكيف مع الطلاق بشكل أفضل. لقد ثبت أن العلاقة الصحية بين الوالدين والطفل تساعد الأطفال على زيادة احترام الذات وتحسين الأداء الأكاديمي بعد الطلاق.

7- استخدمي الانضباط المستمر
ضع قواعد مناسبة للعمر واتبع العواقب عند الضرورة. أظهرت دراسة نُشرت في عام 2011 أن الانضباط الفعال بعد الطلاق يقلل من الانحراف ويحسن الأداء الأكاديمي. 

8- مراقبة المراهقين عن كثب
عندما يولي الآباء اهتمامًا وثيقًا لما يفعله المراهقون ومن يقضون وقتهم معه ، تقل احتمالية تعرض المراهقين لمشاكل سلوكية بعد الطلاق. وهذا يعني انخفاض فرصة استخدام المواد المخدرة ومشكلات أكاديمية أقل.