الخسارة الرابعة خلال أسبوع.. أسعار النفط تنخفض عالمياً

تراجعت أسعار النفط الخام، خلال تداولت جلسة أمس الجمعة 12 أيار / مايو 2023، بأكثر من 1 بالمائة، حيث سجلت أسعار النفط خسائرمتتالية  ‏للأسبوع الرابع، حيث وازن السوق المخاوف من نقص الإمدادات، وسط ‏تجدد المخاوف الاقتصادية في الولايات المتحدة والصين.

وتعرض النفط الخام، وعلى مدار الأسبوع، لجملة من الضغوطات من السوق المادية المباشرة،  والتي أظهرت علامات ضعف وسط هوامش منخفضة على نشاط التكرير وتباطؤ الشراء في بعض المناطق.

انخفاض أسعار النفط 

الانخفاض طال أيضاً، العقود الآجلة لخام برنت القياسي، حيث سجل تراجعاً بنسبة 81 سنتاً، أو 1.1 بالمائة، ليغلق عند حاجز 74.17 دولار أميركي ‏للبرميل الواحد، كذلك الأمر بالنسبة للعقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، حيث سجل انخفاضاً بنحو ‏‎83‎‏ سنتاً، ‏أو 1.2 بالمائة، لتغلق عند حاجز 70.04 دولار أميركي.

انخفاص أسعار “برنت وتكساس” 

‏ووفقاً لتحليلات الخبراء والاقتصاديين، فقد سجل كلا الخامين “برنت وتكساس” القياسيين خسائر أسبوعية، قدرت بنحو 1.5 بالمائة.

‏المخاوف من نقص الإمدادات وتصاعد المخاوف الاقتصادية بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، لم تكن العامل الرئيسي في انخفاض أسعار النفط، حيث تأثرت أسعار النفط أيضاً بارتفاع الدولار، حيث أدت حالة الترقب وعدم اليقين، فيما يخص أزمة سقف الدين والسياسة النقدية في الولايات المتحدة الأميركية، إلى تحول المستثمرين للأصول التي تعتبر الملاذ الآمن، فيما يجعل ارتفاع الدولار النفط المقوم بالعملة الأميركية أعلى تكلفة لحائزي العملات الأخرى.

أسعار النفط والركود الاقتصادي 

وتصاعدت مخاوف المستثمرين، من أن تدخل الولايات المتحدة الأميركية، وهي من الدول الكبرى المستهلكة للنفط في العالم، في حالة الركود الاقتصادي، بعد تأجيل البت في قرار رفع سقف الدين للحكومة الأميركية وتصاعد المخاوف من أزمة جديد تضرب المصارف الأميركية  بخصوص تعثر بنك إقليمي آخر.

وفي هذا الصدد، قالت عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) ميشيل بومان، أمس الجمعة 12 أيار / مايو، إن الاحتياطي الفيدرالي قد يضطر إلى رفع أسعار الفائدة من جديد، في حال استمرار التضخم إلى ارتفاع، وأضافت “بومان” أن البيانات الصادرة هذا الشهر لم تقنعها بأن ضغوط الأسعار تنحسر.

وبوتيرة أبطأ، ارتفعت أسعار المستهلكين في الصين خلال فترة شهر نيسان / أبريل، مقارنةً بشهر أذار /مارس، وهو ما خالف التوقعات، فيما أعاد التراجع الذي طرأ على أسعار المنتجين المخاوف في أن يقود تعافي اقتصاد الصين بعد جائحة كورونا نمو الطلب على النفط الخام.

تخفيضات “أوبك +” 

ورغم تصريحات أطلقها يوم الجمعة 12 أيار / مايو، وزير النفط العراقي “حيان عبد الغني” لوكالة “رويترز” بأنه لا يتوقّع أن يقرر تحالف "أوبك+" الدول المصدرة للنفط وروسيا، خفضاً جديداً للإنتاج في اجتماعه المقبل في العاصمة النمساوية فيينا، يومَي الثالث والرابع من حزيران / يونيو القادم، إلا أن السوق استمد دعمًا من التوقعات بحدوث نقص في الإمدادات في النصف الثاني من العام. 

ويوم الخميس، أبقت منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” التوقعات بنمو الطلب العالمي على النفط في العام الجاري 2023 دون أي تعديل، وأضافت أن ارتفاع الطلب من الصين سيعوض أثر المخاطر الاقتصادية.

من جهته، قال الشريك لدى "أجين كابيتال" في ولاية نيويورك الأميركية “جون كيلدوف”: "غياب الثقة في الاقتصاد يُترجم باللجوء إلى الدولار الأكثر أماناً كما يؤدي أيضاً لحالة من التشاؤم حيال الطلب على النفط".

نظرة متشائمة 

وخلال نيسان / أبريل الماضي، تراجع النفط الخام بنحو 15 بالمائة، بسبب مؤشرات عدة، أدت إلى سيطرة المعنويات المتشائمة على الأسواق، حيث كثرت التحليلات من اقتراب الاقتصاد الأميركي الدخول في حالة الركود الاقتصادي وهو ما يقلق الأسواق، فيما خابت آمال البعض الأخر في انتعاش الصين، وهو ما وضع إشارة استفهام حول الطلب على الطاقة.