إيلون ماسك يعلن عن موعد بدء التجارب البشرية لشركته نيورالينك (Neuralink)
المحتويات
أعلن رجل الأعمال والملياردير "إيلون ماسك" خلال حدث "فيفا تك" في باريس يوم الجمعة الماضي، أن شركته الناشئة Neuralink، التي تخصصت في التقنية العصبية، تنوي البدء في أول تجربة بشرية لها هذا العام. وكان من المتوقع أن تحدد الشركة تاريخًا لهذه العملية، إلا أن إيلون ماسك لم يذكر عدد المرضى الذي سيتم زرع الشرائح الدماغية فيهم، كما لم يحدد موعدًا رسميًا للتجربة.
للشريحة استخدامات طبية متعددة
الهدف من التجربة هو زرع شرائح دماغية في مرضى يعانون من الشلل النصفي، والذين يتفاوتون في درجاتهم المختلفة، ومن ثم مساعدتهم في التحكم في الأجهزة الإلكترونية الخارجية باستخدام الإشارات العصبية فقط. وهذا سيسمح للمرضى بالتواصل مع الآخرين على نحو أفضل، مثل التحرك بمؤشر الفأرة والكتابة بعقولهم.
علاوة على ذلك، تعمل Neuralink على تطوير شرائح إلكترونية تُزرع في الدماغ وتهدف إلى معالجة قضايا صحية أخرى، مثل الخرف وفقدان البصر، وذلك بمساعدة إشارات الدماغ المُفكة والمُترجمة إلى أوامر للأجهزة الخارجية.
واجهة الحاسوب والدماغ
وتتميز شركة Neuralink بأنها جزء من صناعة تُعرف بـ "واجهة الحاسوب والدماغ" الناشئة، والتي تعد من أكثر الصناعات ابتكارًا وتقدّمًا في العالم. ومن خلال هذه الصناعة، يتم تطوير أنظمة جديدة تقوم بفك شفرات إشارات الدماغ وترجمتها إلى أوامر يمكن فهمها من قبل الأجهزة الخارجية.
وتعد Neuralink مشروعًا رئيسيًا بالنسبة لإيلون ماسك، إذ يعتبر هذا المشروع الثالث له بعد Tesla و SpaceX التي تتولى صناعة السيارات الكهربائية والصواريخ الفضائية على التوالي.
التحديات والمخاوف التي تواجه مشروع Neuralink
ومن خلال تطوير شرائح إلكترونية دقيقة ومتقدمة، يأمل إيلون ماسك وشركته في توفير حلول صحية جديدة لعلاج الأمراض المزمنة التي لا يوجد لها حلول حتى الآن، ويشمل ذلك مرض الخرف وفقدان البصر. وعلى الرغم من أن هذه التقنية تبدو واعدة، إلا أنها ما زالت في مراحلها المبكرة وتحتاج إلى مزيد من الأبحاث والتطوير لتصبح جاهزة للاستخدام العام.
بالإضافة إلى ذلك، تواجه Neuralink بعض التحديات، ومن بينها مخاوف حول سلامة الأجهزة التي تعمل بالبطاريات، حيث تحتاج الشركة إلى إجراء اختبارات على الحيوانات لإثبات أن البطارية غير معرضة للتعطل ولا يمكن أن تُلحق ضررًا بأنسجة الدماغ.
وفيما يتعلق بسلامة الحيوانات المستخدمة في الأبحاث، فقد تم توجيه اتهامات إلى Neuralink من قبل بعض الموظفين السابقين بسوء معاملتها للحيوانات. حيث زعم بعضهم أن الشركة قتلت حيوانات أكثر مما هو مطلوب، وأجرت عمليات جراحية بطريقة متسرعة لتلبية المواعيد التي حددها إيلون ماسك.
ولم تستجب الشركة بعد لهذه الاتهامات، ومن المهم أن تتعامل الشركات المتخصصة في البحث العلمي والتكنولوجيا بشكلٍ حساسٍ ومسؤولٍ مع حقوق الحيوانات وتتبنى أفضل الممارسات في هذا الصدد.
هذه التقنية لها الكثير من الفوائد والتي يمكن أن تغير الكثير في حياة الأشخاص الذين يعانون من الأمراض العصبية المزمنة
ومع ذلك، فإن هذه التقنية لها الكثير من الفوائد والتي يمكن أن تغير الكثير في حياة الأشخاص الذين يعانون من الأمراض العصبية المزمنة. ويأمل العديد من الخبراء في أن يؤدي تطور هذه التقنية إلى مزيد من التحسينات والابتكارات في هذا المجال، وفتح أفاقًا جديدة لعلاج الكثير من الأمراض التي لا يوجد لها بدائل حتى الآن.
بشكل عام، فإن إعلان إيلون ماسك عن بدء التجارب البشرية لشركته Neuralink يعد خطوة هامة ومثيرة في مجال التقنية العصبية، ويمثل نقلة نوعية في البحث العلمي والتطوير التقني، ويُمكنها تغيير حياة الأشخاص المصابين بالأمراض العصبية المزمنة بشكلٍ كبير.